يشكو شباب الفروسية من قلة الدعم والاهتمام سواء في توفير الأماكن المناسبة، أو في تربية الخيول، ويقولون إنهم لم يتلقوا أي دعم لخسائرهم في المشاركات في البطولات، ولم يتم إعطاؤهم سوى مبالغ قليلة لا تمثل شيئا فيما أنفقوه. يقول مشاري العتيبي (20 سنة): أنا طالب بجامعة الملك عبدالعزيز وهناك وقت فراغ كبير لا أعلم أين أقضيه، فأقوم بالذهاب الى الاسطبل الذي يقع في شمال محافظة جدة؛ وأقضي هناك ما لا يقل عن الخمس ساعات كل يوم ما عدا الأيام التي تكون بها اختبارات أو ظروف عائلية، فعند الدخول اليها أسمع صهيلها وكأنها تناديني وفرحة بقدومي إليها، فأنا أهوى الخيل منذ كنت طفلا، حتى تمرست علي وتمرست عليها، بدايتي لم أكن ذو علم بما تعنيه كلمة الفروسية، والآن علمت بكل معنى يضم الفروسية، فإن للخيل أسرارًا وإن للخيل فنًا وهو ما يسمى ب»فن التعامل». وأضاف مشاري: أنا لا أبخل عليها وآتي إليها بمختلف الأطعمة التي تأكلها وتكون من أجود أنواع الأكل وأقوم بشراء أنواع من «السروج» و»الألجمة»؛ والتي تختلف أسعارها حسب الماركة والحجم والشكل ونوعية الجلد؛ فتبدأ أسعار السروج من 1000 ريال وحتى 10000 ريال، والألجمة تكون من 1000 حتى 1700 ريال. ويقول الفارس فؤاد القرشي: الفروسية لا تعلم عن ماهية العمر فإن لي في عالم الفروسية ما يصل الى 20 عامًا، فأنا منذ الصغر وتلك هوايتي وغايتي، وكنت أقوم بقراءة الكتب والدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة الخيل وماهي أمورها تفصيليا؛ لكي لا يجهلني بها أية معلومة قد أستفيد منها مستقبلا وأفيد بها الناس. الخيل ذكرها الله في كتابه الكريم وذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديثه فإن بها الأجر الكبير في كل مواقفها وحتى أن من يقوم برفع روثها له حسنات، وهناك أنواع من الخيل، خيل متخصصة في قفز الحواجز، والسباقات والتي تسمى «التحمل»، وهناك أيضا خيل الجمال، واهتمامي بهذا النوع من الخيل وسباقات التحمل؛ لذا قمت بشراء الفرسة «سارية»، والتي لو أعطيت بها 500 ألف ريال لما بعتها، فقد أتاني من يسومها بقرابة هذا المبلغ ولكني رفضت، وقمت بتلقيحها ب20 ألف ريال، وأن التلقيح بالمال حرام في الدين ولكنني لم أعد أعلم ما أفعله فالمنظمات لا تهتم بالخيول، وفي خارج المملكة يكون التلقيح مجانا، فأنا مجبر على ما فعلت، ولقد شاركت بها في عروض خيل الجمال، وحصدت المركز الخامس، وكانت الجائزة هي ألف ريال فقط لا غير، وكانت مصاريف تجهيز سارية ونقلها في شاحنة نقل مخصصة للخيول من جدة الى الرياض تجاوز ذلك المبلغ الى أضعاف الأضعاف؛ ولذا فإن الدعم زهيد جدا. ويشير فارس إلى أن تعليم الفروسية لا يكون بين يوم وليلة، فهي تحتاج الى الصبر ليتأقلم المتعلم على تفاصيل تركيبة جسمها وأيضا أن تتعود الخيل على من هو في ظهرها. ويضيف القرشي: نقوم بالاجتماع أنا ومعي مجموعة من الأصحاب ونقوم باستئجاره بمبالغ طائلة جدا، ويكون في أقصى وأبعد مكان تستطيع المركبة أن تصل إليه لأن هناك بأكثر من مره نقوم باستئجار المكان، ويقوم سكان الأحياء المجاورة برفع شكوى ضدنا ونقوم بتغيير محلاتنا ونطالب الجهات المختصة بالاعتناء بهذه المشكلات وتذليل العقبات، وفي حالة تم استئجار المكان نقوم بتزيينه بوضع الاسطبلات مقرا للخيل ووضع ما يسمى ب»البادوك»، وهو مكان يوضع عليه حاجز وإدخال الخيل إليها لجعلها تسعى ونقوم بتمرينها في البادوك، ونقوم بتوظيف أحد السياس للعناية بها في غيابنا وتسريجها ووضع الألجمة بها، وكل بضعة أشهر يقوم السايس بتنظيفها. وينهي القرشي كلامه قائلا: لو كان هناك دعم مادي ونفسي من جهات تختص بالفروسية لكان الشباب السعودي حصدوا المراكز الأولى، ورأينا الشباب اتجهوا الى تربية الخيل؛ وهي من أفضل وأجمل الهوايات وأنها حتى تعلم الأطفال الثقة بالنفس وهناك أحد المستشفيات النفسية في أوربا تستخدم الفروسية كأحد علاجات عدم الثقة بالنفس، وأيضا نطالب الجهات المختصة بتوفير المكان الملائم لأننا مطرودون من كثير من الأمكنة ومحرومون من الدعم بكل أشكاله.