توعد والد طفل تبوك، الذي ظهر في مقطع فيديو، زعم ناشروه أنه مطرود من المنزل بواسطة الزوجة المزعومة الثانية.. توعد من نشروا الفيديو بمقاضاتهم وتقديمهم إلى العدالة. وأوضح ل «عكاظ» أن ما نشره البعض محض افتراء وكذب، وسيلاحق كل من أساء إليه ولأسرته في مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد (ص) في حديثه: أنا غير متزوج بامرأة ثانية، زوجتي التي تعيش معي هي أم أطفالي ومن بينهم طفلان معاقان فاضطررت للتقاعد من وظيفتي مبكرا لخدمتهم والاهتمام بهم، ولم أعلم بتصوير المقطع إلا بعد أن حضر رجال الأمن إلى منزلي. وفوجئت بمن يطرق باب منزلي ليلا، ووجدت من يسأل عني، ويطلب مني الحضور إلى شرطة السليمانية، وفي قسم الشرطة علمت بأمر المقطع المؤسف والمسيء، وشعرت بعدم الأمان وأنا في منزلي، إذ كيف يجرؤ البعض على التلصص على بيوت الناس وتصويرهم دون علمهم. يواصل الأب: حين انتشر المقطع وسط أهلي وزوجتي أصيبوا جميعا بالصدمة، وانقلبت حياتنا رأسا على عقب، وأصيب والدي بجلطة نقل على إثرها إلى مستشفى الملك خالد بواسطة فرقة الهلال الأحمر. ويضيف أنه عاش كل حياته مع أسرته مسالما لا يتدخل في شؤون الآخرين، ولا يخفي استغرابه ممن كشف ستر أسرته أمام الناس. مشيرا إلى أن التقارير الطبية تؤكد عدم وجود أي عنف نفسي أو جسدي على الطفل، وأن طفليه المعاقين يصدران، أحيانا، أصواتا عالية بسبب إعاقتهما الذهنية منذ مولدهما. يتابع الأب: «في منزلي باب آخر غير الباب الذي كان يطرقه الطفل، وهو مفتوح دائما، لكن حالته المرضية لا تجعله يدرك ذلك، ومنذ أربع سنوات استقدمت خادمة لترعى شؤون أطفالي وتهتم بهم.. وحينما لاحظت أنها لا تراعيهم أبلغت مكتب الاستقدام بعدم رغبتي في خدماتها، وظلت والدتهما هي من تتولى رعايتهما، ولم تشكُ يوما من تعب أو مشقة». واختتم والد الطفل حديثه ل«عكاظ»، قائلا: «أقول لمن نشر المقطع حسبي الله ونعم الوكيل عليك بعد أن تجسست على منزلي، وكشفت ستري. سأقاضيك في الدنيا وعند الله تجتمع الخصوم، أتمنى من كل من شاهد المقطع، وشارك فيه ألا يقول كلمة يندم عليها حين لا ينفع الندم، نحن أسرة بسيطة، كل أمنياتنا في الدنيا الفانية أن يشملنا الله بعفوه وستره). الشؤون الاجتماعية: هواتفنا مفتوحة .. لا للترويج أكد مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة تبوك أحمد جمعة أنه لا صحة للمقطع المتداول عن تعذيب زوجة أب لطفل. مطالبا من يروج مثل هذه المقاطع أن يتقي الله. وأشار جمعة إلى أنه من الخطأ نشر مقاطع فيديو عن هذه الفئة الغالية على المجتمع، كونها تسيء وتزيد أوجاع أسرهم. ونوه جمعة إلى تخصيص هواتف مباشرة للإبلاغ عن حالات العنف الأسري يمكن الاتصال بها دون الترويج عنها في المواقع. وأضاف أن فريقا من الباحثين اطلعوا على قضية الطفل واكتشفوا أنه معاق ذهنيا، وأنه يحظى برعاية تامة من والديه. وزاد أن الشؤون الاجتماعية لا تراقب المعاقين ذهنيا وأصحاب الاحتياجات الخاصة ممن يسكنون مع ذويهم، فالعائلات أحرص على أبنائها. وهناك فريق صحي متكامل يتولون زيارتهم بالمنازل حسب الاحتياج الصحي، كما تحصل هذه الفئة على إعانات من الوزارة. من جانبه، طالب المشرف العام على مركز وموقع المحتسب الداعية الدكتور عبدالله الوطبان أولياء الأمور الذين لديهم أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يخلصوا ويحتسبوا في تربيتهم. وأبان الوطبان أن من يرزق بهذه الفئة الغالية على المجتمع يجب عليه احتساب الأجر والصبر على الابتلاء، وأن يستشعر ضعف هذا الطفل المريض وحاجته المضاعفة للرعاية. وأضاف: «إذا كان الأطفال الأصحاء بحاجة للرعاية والعناية فإن هذه الفئة الغالية بحاجة مضاعفة، والمسؤوليات نحوهم تتضاعف بحسب طبيعة الحال». مستشار قانوني: بلّغوا ولا تشهّروا أكد المستشار القانوني عبدالحكيم الخرجي أن الترويج لمقاطع فيديو غير صحيحة يندرج تحت الجرائم الإلكترونية، ويُعاقب المُلفق بالسجن خمس سنوات والغرامة التي تصل إلى 10 ملايين ريال حسب الجريمة. وأوضح أن النظام غض النظر عن المقاطع الصحيحة ونشرها. ويرى القانون ذلك مساعدة للعدالة، على رغم أن العقوبة نصت على سجن المُشهر لمدة سنة والغرامة 500 ألف ريال. ويرى المحامي الخرجي أن من صور مقطع فيديو صحيحا عليه أن يتواصل مع الجهات المعنية حتى لا يقع تحت طائلة التشهير. «عكاظ» حاولت التواصل مع رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى الدكتورة حمدة العنزي لمعرفة رأي المجلس في القضية، غير أنها اعتذرت عن المشاركة. وكشفت حادثة طفل تبوك عدم وجود متحدث رسمي في وزارة الشؤون الاجتماعية، طبقا للمتحدث السابق خالد الثبيتي الذي أوضح ل«عكاظ» أنه غادر إعلام الوزارة ولا يوجد متحدث في الوقت الحالي!.