ما إن أشرقت «شمس الأصيل» على قاهرة المعز، إبان الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز الخميس الماضي، والتي كتبت أحداثها فصلا جديداً في «سيرة الحب» السعودية المصرية، الممتدة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وحتى الآن. وما إن رفعت الطائرة الملكية المقلة للعاهل السعودي إطاراتها معلنة الإقلاع صوب أرض الكنانة، وهدير محركاتها الأربعة يشدو طربا ب «على بلد المحبوب وديني»، تغنت البلاد المصرية ب «لحن الوفاء» مستذكرة مواقف الملوك السعوديين الذين كانت مواقفهم أعذب «كوبليهات» أنشودة الربيع في فصول التاريخ العربي، ابتداء من وقف تصدير النفط السعودي للغرب، إثر العدوان الثلاثي على مصر، مرورا ببيان الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعا فيه إلى التصدي لكل من يحاول زعزعة مصر، إلى ما لا نهاية من المواقف المشرفة في «بيت العز» العربي بين الدولتين. ولم تجد محاولات بعض الحانقين على «الأحبه الاثنين»، الداعين إلى إشعال «ثورة الشك» بين الإخوة، بمحاولات التشكيك في ترسيم الحدود السعودية المصرية، ومصير الجزيرتين السعوديتين، مجالا في «ليلة حب» عاشها البلدان، على طول علاقة زادت على «ألف ليلة وليلة» من العلاقات المتينة بينهما. 17 اتفاقية شهد الزعيمان العربيان توقيعها في اليوم الثاني من الزيارة، إضافة إلى أكثر من 11 اتفاقية اقتصادية وقعت ثالث أيام الزيارة التاريخية لملك الحزم ل «ست الحبايب» العربية، إضافة إلى النبأ العظيم الذي جاء بإنشاء «جسر الملك سلمان» الرابط بين الدولتين والقارتين، الذي سيمحو «بعيد عنّك» من «نوتة» الحب بين مصر والسعودية. زيارة تاريخية لم تقف فعاليتها على حدود الاتفاقيات السياسية والاقتصادية فحسب، بعد زيارة العاهل السعودي لجامع الأزهر الشريف واعتماد المرحلة الثانية من ترميمه، واستكمال إنشاء مدينة البعوث، إضافة إلى استقباله شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ولقائه بابا الكنيسة القبطية البابا تواضروس في مقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة. زيارة «كاملة الأوصاف»، خطب فيها الملك سلمان للشعب المصري في بيتهم، ولسان حال إنصات نوابهم في البرلمان يقول «كلمني عن بكرة»، وأكد على أهمية اتحاد وتعاون العرب للقضاء على الإرهاب، وقرب إنشاء قوة عربية للتصدي له، وكأن نظرات المصريين في حفلة تكريم الضيف السعودي الكبير حولت لكنتهم المصرية إلى أخرى خليجية وشكلت حديثا بين المحبين جاء أقرب وصف له في ثنايا البيت: «قال الوداع وقلت ريّع لي شوي.. صبرك ترى عمر السعادة ثواني»، لتنتهي الزيارة التاريخية بتمازج شعبي بين «هام السحب» و «يا حبيبتي يا مصر».