هيمن ملف التصدي للفكر المتطرف على اليوم الثالث لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تفقد أمس الجامع الأزهر، ووضع الحجر الأساس لمدينة جديدة للبعوث الإسلامية (الطلاب الوافدين) تقام على مساحة 170 فداناً بتمويل سعودي، بعدما كان الملك سلمان وجه رسالة تسامح خلال لقائه أول من أمس مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبطريرك الأقباط في مصر تواضروس الثاني، فيما كان للجانب الاقتصادي حيز مهم، إذ شهد العاهل السعودي مساء أمس التوقيع على اتفاقات استثمارية على هامش عشاء أقامه له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر عابدين. ومن المقرر أن يزور العاهل السعودي ظهر اليوم مقر البرلمان المصري كأول زعيم عربي يُلقي كلمة داخله، كما يزور جامعة القاهرة التي ستمنحه الدكتوراه الفخرية تقديراً لإسهاماته. وكان خادم الحرمين الشريفين وصل ظهر أمس إلى الجامع الأزهر، حيث كان في استقباله شيخ الأزهر، ومفتي الديار المصرية شوقي علام وكبار قادة الأزهر الشريف، وحرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على أداء ركعتي تحية للمسجد فور وصوله إلى الجامع، قبل أن يتفقد أعمال الترميم داخل صحن الجامع الأزهر وخارجه، برفقة شيخ الأزهر، وحرص على التعرف إلى طابع الجامع الأزهر الإسلامي والتاريخي لأكثر من ألف عام وتعرف إلى أروقة الجامع المختلفة والتقى بعض المصلين، قبل أن يضع الحجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية الجديدة في الأزهر التي ستُبنى بمنحة من خادم الحرمين الشريفين، وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خصص لإقامتها 170 فداناً، لتكون مدينة متكاملة لخدمة الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف. وكان خادم الحرمين الشريفين جمع الى مائدة عشاء نظمتها السفارة السعودية واستمرت نحو ساعة في القاهرة مساء الجمعة، مختلف ألوان الطيف المصري، حيث حضرها حشد من كبار الشخصيات، في مقدمهم رئيس البرلمان علي عبد العال ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، كما كان ضمن الحضور شيخ الأزهر وبطريرك الأقباط اللذين جلسا إلى جانبي الملك سلمان خلال العشاء. كما التقى العاهل السعودي مساء أول من أمس شيخ الأزهر، الذي أعرب عن ترحيبه والأزهر الشريف «علماء وطلاباً وعاملين فيه»، ب «هذه الزيارة التاريخية لمصر بلد الأزهر»، وأشاد الطيب بجهود خادم الحرمين الشريفين «في خدمة قضايا أمته العربية والإسلامية وحرصه على وحدة الأمة الإسلامية». وأفيد بأنه تم خلال اللقاء مناقشة «سبل دعم التعاون وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية في نشر الفكر الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب وإرساء دعائم السلام في المنطقة والعالم أجمع»، وأشاد خادم الحرمين بالجهود التي يبذلها الأزهر وشيخه في مواجهة الفكر المتطرف. كما التقى الملك سلمان في مقر إقامته بالقاهرة أول من أمس، بابا الأقباط المصريين تواضروس الثاني، الذي أعرب عن «ترحيب الكنيسة القبطية المصرية بزيارة العاهل السعودي»، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي «تأكيداً لعلاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين مصر والسعودية»، وقدم تواضروس الشكر للملك سلمان على رعاية بلاده المصريين العاملين في المملكة. وعقد وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والمصري سامح شكري محادثات في القاهرة أمس، قال بعدها شكري إنه جرى تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا ًعن التنسيق الوثيق بين البلدين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. وأضاف أنه تم استعراض فعاليات الزيارة والإنجازات التي نتجت عنها والارتياح المتبادل لهذه الزيارة المميزة. وقال وزير الخارجية سامح شكري عقب اللقاء: «إننا نستوفي محادثاتنا دائماً في كل مناسبة حول المواضيع الإقليمية والتنسيق الوثيق بين مصر والمملكة العربية السعودية لمواجهة التحديات».