لم يكُن «سلمان بن عبدالعزيز» رجُل المرحلة الانتقالية الحالية «فقط في مملكته» وخلق نوع من التغيير الداخلي بِزجّ روح العمل الشاب في حكومة تكنوقراطية في أول يوم تولى فيه الحكم، بل كان ذا نظرة أُفقية مُستقبلية طويلة خاض خلالها الحرب على إيران الطامعة في استغلال المنطقة، وكانت عاصفة الحزم أقوى رد على الأطماع الفارسية في اليمن، ومن ثم التفت إلى الشام وأطماع الفٌرس المُتوالية في المنطقة، وألاعيبهم العديدة وتشجيعهم لحزبهم في التغلغل في سوريا والعراق ولبنان.. جاءت ضربات الحزم من «سلمان الحزم» ك.. قذائف الهاون «ضد هذه الأطماع وضد أي مُتلاعب في أمن واستقرار المنطقة، كان «سلمان» حفظه الله رجُل العام بلا منازع ينظر إلى الأمور بمنظور الثاقب الخبير، صاحب تجارب عديدة، فهو صديق الملوك فمنذ نعومة أظفاره صديقاً ومرافقاً لإخوته أبناء عبد العزيز أصحاب السياسة والحنكة، فكسب -حفظه الله- من الخبرات التي جعلت منه قائداً للعالم أجمع في هذه المنطقة وصادقت هذه الخبرات على قراراته، التي تُثلج صدور الأصدقاء وتعلّق الغصّة في قلوب الأعداء وتُغلق المنافذ عليهم من هنا وهُناك، بل توصد الأبواب في وجوههم كُلما أرادوا فتح منفذ جديد لهم ليلجوا به المنطقة ويُمارسوا هواياتهم المفضلة «زرع الفتن وترهيب الآمنين، وزعزعة المنطقة وتشريد أهلها وترميل نسائها» هذه الدولة التي ما تهدأ حتى تعبث في الأرض فساداً، ولن يهدأ لها بال ولن ترتاح حتى ترى الحروب والدمار وخراب البيوت، هذه الدولة لن يهدأ لها بال حتى ترى المنطقة مُحتلة من الآخر قابعة في ذيل القائمة العالمية من حيث التطور والحضارة.. الأولى من ناحية الفقر والجوع وعدم الأمن والاستقرار، الأُولى عالمياً من نواحي التخلّف والأُمية، تسعى هذه الدولة الجاثمة على صدورنا في هذه المنطقة إلى استمرار الظلام والإرهاب ولا يهنأ لها بال حتى تسيطر على عقول شباب المنطقة وفتياتها واقتيادهم إلى نيران الدواعش وغيرها من مناطق القتل والتهجير..!! جاء «سلمان بن عبد العزيز» رجُل الموقف ورجُل المنطقة، فأعاد الأمن والاستقرار إلى شعوبها وحافظ على توازنها وأعاد لها الهيبة والقوة وجعل من داعمي الإرهاب والحروب عبرة للآخرين، أعلن عليهم الحرب وقطع المُساعدات عن لبنان إن استمرت في دعم حزب الله، وقاد المُباحثات مع الشقيقة (مصر) الى برّ الأمان رغم دخول عناصر عدة هدفُها زعزعة العلاقات المصرية السعودية، اختتمها بالزيارة الميمونة إلى مصر العروبة ومصر الشقيقة، ومصر القيادة، لم تكُن زيارته عادية حفظه الله بل كانت خمسة أيام يمكُث فيها في أُم الدنيا كأعظم زيارة تاريخية، التقى فيها الرؤساء والنواب، وزار الأزهر، وتقلّد الأوسمة، واحتفت به شوارع القاهرة وخرج المصريون صغيرهم وكبيرهم إلى الشوارع يحملون الحُب لهذا العاهل العربي، يهتفون بالحب لصاحب القلب الكبير، ألجمت هذه الزيارة أفواه الحاقدين ووضعت الحجر تلو الآخر في حلق من تُسوّل له نفسه ويصف العلاقات المصرية السعودية بالهزيلة أو المتوترة، جاءت زيارة «سلمان» والتقائه بأخيه السيسي وزياراته العديدة هُنا وهُناك ومكوثه خمسة أيام، وتوقيع العشرات من الاتفاقيات، وزيادة الاستثمارات وتبادل المصالح بين البلدين لتٌؤكد عُمق العلاقات السعودية المصرية، وتُؤكد يوماً بعد يوم عُمق العلاقات التي تربط المصري بأخيه السعودي. ولو عُدنا إلى التاريخ سنجد عديداً من المواقف الإيجابية بين البلدين، وسنجد كم من مدرسة في السعودية تحتضن مُعلمين ومُعلمات من مصر الحبيبة، وسنجد كم هي مستشفياتنا ملأى بالأطباء والطبيبات المصريات وسنقف عند «فيصل بن عبدالعزيز» وحرب البترول وسنتوقف عند فهد وعبد الله ومواقفهم مع مصر وأهلها. هي «مصر» وهي «السعودية» جسر عربي تأسس بالأمس ووافق عليه الزعيمان، يربط القلوب العربية قبل أراضيها ويزيد من تدفق الاستثمارات بين البلدين ويجعل من أرض الكنانة قريبة إلى أرض الحرمين الشريفين وتكون المسافات «جُغرافيا» قريبة جداً كما هي مسافاتنا في الأرواح، والأنفس، «والقلوب».