حذر أكاديمي في جامعة الدمام، من تحول المراكز الحضرية إلى فقاعات متضخمة تزداد نموا على حساب المراكز الأخرى، خصوصا المتوسطة والصغيرة والريفية. مشددا على ضرورة تحليل النظم الحضرية في مجال التخطيط الحضري والإقليمي، لارتباطه بكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والتنظيمية. ودعا أستاذ التخطيط الحضري والإقليمي في كلية العمارة والتخطيط البروفيسور الدكتور أحمد الجارالله، المراكز البحثية في الجامعات السعودية لدراسة ظاهرة التحضر بالمملكة، لافتا إلى أن الوطن يمر بثورة حضرية تشكل محفزا للشروع في وضع الدراسات بهدف تحديد خصائصها وسماتها واستشراف الآثار المترتبة. وقال: إن البحوث العلمية الجادة تقود لوضع الأساليب التنفيذية ورسم السياسات ووضع الخطط الملائمة للتحكم فيها وضبطها. معتبرا التوزيع الهرمي المتوازن للنظام الحضري من أهم عوامل دفع التنمية المكانية، بحيث لا يقتصر على التحضر نتيجة التغير السريع في مستوياته في كثير من الدول، بل لتأثيره وتأثره بتوزيع السكان بشكل عام، والتنمية المكانية بشكل خاص. وأكد الدكتور الجار الله أن التوسع المتواصل في أحجام المدن الكبيرة، ظهور مجموعة من الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتمثلة في تجريد المناطق الريفية من قوتها البشرية المنتجة، يؤثر سلبا على التنمية الريفية بشكل عام والتنمية الزراعية بصورة خاصة، لافتا إلى أن استمرار الهجرة يخل بمنظومة التوزيع السكاني للمدينة، ما يؤدي لظهور التوسعات العشوائية وتزداد الضغوط على المرافق والخدمات الاجتماعية والاقتصادية من تعليم ونقل وإسكان واستهلاك كهرباء ومياه.