أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن من الوفاء وفاء الرعية لراعيهم بالسمع والطاعة له بالمعروف وعدم الخروج عليه، واعتبار صحة بيعته بيعة إسلامية شرعية، ويجب الوفاء بها ويحرم خداعه والخروج عليه. وقال في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي «إن ولي الأمر له على رعيته حق أن يشدوا عضده، وأن يقووا إزره، ويقفوا معه في الشدائد ولا يجب التنكر عليه والخروج عليه ولا القدح فيه ولا المساومة، فمحبته والتزام كلمته واجب على رعيته، ومن حق الرعية عليه أن يسعى في مصالحهم العامة والخاصة وأن يجد في ذلك وأن يؤمن مصالحهم وأرزاقهم والسعي فيما يصلح لهم من علاج وتربية وتعليم وسكن وغير ذلك». وأضاف أن للوفاء بالعهد فوائد عظيمة، وهو من صفات الرب جل وعلا لقوله (ومن أوفى بعهده من الله)، (أوفوا بعهدي أوفي بعهدكم)، وهو من أخلاق الأنبياء لقوله تعالى عن إبراهيم الخليل (وإبراهيم الذي وفى)، أي وفى ما أمر الله به من الكلمات التي أمره الله بإبلاغها فأبلغها. وأبان في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، أن الوفاء بعهد الله تعالى من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن الوفاء من أسباب دخول الجنة، لقوله صلى الله عليه وسلم «اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم»، مؤكدا أن الوفاء عام للمسلم في شؤون حياته كلها سواء في علاقته مع ربه أو علاقته مع نفسه ومع أهله وجيرانه ومع مجتمعه المسلم على اختلاف طبقاتهم. وأوضح أن من الوفاء وفاء الحرفيين والصناع بما ينسجون ويصنعون، لقوله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب العبد إذا عمل عملا أن يتقنه»، وأن على أرباب الصناعات والحرف التحلي بالصدق والوفاء وعدم الغش والخديعة، لافتا إلى أهمية إعطاء العمل حقه والعمال حقهم وافيا كاملا من غير نقص، لقوله صلى الله عليه وسلم «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه». وأضاف أن من الوفاء الوفاء بالشروط في الإجارات والعقود، لقوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود)، كذلك وفاء الأبناء والبنات لحقوق الآباء والأمهات. ولفت إلى أن «من الأمانات ومن فضائل الوفاء ومجالاته، الوفاء من أصحاب الرتب العالية ومناصب الدولة فيجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يؤدوا أعمالهم بأمانة وإخلاص وصدق والتزام بذلك طاعة لله، فهم أقسموا على أن يكونوا صادقين فيما يتولون فيجب أن يطبقوا ذلك في أرض الواقع وأن يكونوا مؤدين للأمانة إلى أهلها». وأكد أهمية الوفاء بالعهد لأهل الذمة والأمان، فمن دخل بلادنا بأمان منهم فيجب أن نرعى حقه ونحفظ دمه وماله وعرضه، لقوله صلى الله عليه وسلم «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة». وأضاف أن الوفاء أداء الأمانات والودائع والحرص عليها وعدم الإخلال بها، ووجوب التعامل الحسن بين الزوجين. وقال: إن الوطن الإسلامي له حق علينا وعلينا أن نوفي له حقه فمن وفائنا للعالم الإسلامي الذي عشنا فوق أرضه وتحت سمائه أن نكون حريصين على أمنه واستقراره وطمأنينته، والبعد عن كل من تسبب في الفوضى والبلبلة وأن نبعد عن آراء المتشيعين الكاذبين وأهل الإشاعات الباطلة والآراء الضالة في قنواتهم الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي وأن لا نسمح لهم أن يقدحوا فينا ويفرقوا وحدتنا أو ينشروا عنا أكاذيب وأباطيل لا حقيقة لها كلها من أعداء الإسلام، لافتا إلى أن على المسلم أن يكون فطنا وألا يكون مصدرا للبلاء بمد اليد للمخربين والمجرمين والإخلال بأمن البلد الذي هو أمانة في عنق كل مسلم كل على قدر استطاعته.