لم تكتف السعودية ب «عاصفة الحزم» التي أعلنتها في 26 مارس 2015، بل سعت إلى توسيع دائرة الحرب على الإرهاب والفوضى التي تعم المنطقة لتعلن عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري يضم 40 دولة. ولعل مناورات «رعد الشمال» التي شهدتها المملكة في حفر الباطن بمشاركة 20 جيشا من الدول المشاركة في التحالف، كان خير شاهد على نجاح هذا التحالف في توحيد الشمل الإسلامي عسكريا، بل إن ارتفاع عدد دول التحالف من 36 إلى 40 دولة يؤكد مدى الثقة التي أصبح التحالف يتمتع بها في أوساط العالم الإسلامي. وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أكد أن الإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يأتي حرصا من العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء، ولكي يكون شريكا للعالم كمجموعة دول في القيام بهذا الدور. وقال إن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا وأمنيا، وسيتصدى لأي منظمة إرهابية، كاشفا عن إنشاء غرفة عمليات للتحالف في الرياض لتنسيق ودعم الجهود لمحاربة الإرهاب في جميع أقطار وأنحاء العالم الإسلامي، لافتا إلى أن كل دولة ستساهم بحسب قدراتها. وأضاف ولي ولي العهد «إن التحالف يضم مجموعة من الدول الإسلامية التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي، وهذا يأتي من حرص العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولا قبل المجتمع الدولي ككل». وتابع: «اليوم كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، فتنسيق الجهود مهم جدا من خلال هذه الغرفة سوف تتطور الأساليب والجهود التي ممكن نحارب فيها الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي». وأضاف: «لدينا عدد من الدول تعاني من الإرهاب، من بينها سورية والعراق ومنطقة سيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان، وهذا يتطلب جهودا قوية جدا لمحاربته، بلا شك سيكون من خلال التحالف هناك تنسيق لمحاربته من خلال هذه الجهود». وتابع يقول: «نحن سوف نحصر المنظمات الإرهابية أيا كان تصنيفها.. طبعا بخصوص العمليات في سورية والعراق لا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية في ذاك المكان ومع المجتمع الدولي». وأكد الأمير محمد بن سلمان أن التحالف الإسلامي العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم والمنظمات الدولية في هذا العمل، مشيرا سموه إلى أن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا، إضافة إلى الجهد الأمني الرائع القائم حاليا. وثمنت عدد من الدول الإسلامية الدور الكبير الذي تتبوأه المملكة في قيادة العالم الإسلامي للذود عن الإسلام والمسلمين، ودفع غائلة الإرهاب وتبعيته التي تنسب زوراً وبهتاناً وعمداً من جهات مغرضة؛ لتشويه الإسلام.