المدرب الهولندي العظيم الخارق الفنان الهمام مارفيك تنازل عن قناعاته أخيرا واستدعى اللاعب التعاوني عبدالمجيد الرويلي. لم يتنازل مارفيك عن قناعاته وحسب ولكنه تنازل أيضا عن منهجيته وطريقته وخططه الفنية التي لا يخدمها الرويلي أو لا يناسبها كما قال بعض الزملاء الإعلاميين في ردهم على الاحتجاجات التي طالت المدرب بسبب عدم ضمه لواحد من أبرز اللاعبين هذا الموسم. إنني محتار جدا في الإجابة على سؤال العنوان أعلاه، صحيح أن الإعلان عن قائمة المنتخب يأتي ممهورا باسم (الهولندي) لكن كيف لي كمواطن أن أصدق أنه هو الذي اختار عناصر المنتخب وهو البعيد هناك في امستردام؟ هل يرسلون له أشرطة المباريات الدورية؟ هل يبعثون له بتسجيلات للقاءات دوري الدرجة الأولى مثلا؟ لا أدري إلى أين هم ذاهبون بمنتخبنا الوطني؟ أقصد هذا الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي أسس للفوضى والخراب الكبير فواصلت الرياضة السعودية تراجعها المخيب للآمال.. وإنني أرجو من الاتحاد القادم بعد أشهر أن يعطينا برنامجا زمنيا للتطوير والبناء الذي سيدعون إليه كما فعل الذين من قبلهم، ليكون التزاما منهم يحاسبون عليه هذه المرة. أعرف أن المسؤولين دائما يبدون عدم إعجابهم بالنقد الموجه للمنتخب. هذا حقهم، لكن ليس من حقهم أن يزايدوا على الوطنية ويمنعوني أن أبدي رأيي حتى في يوم اللقاء الآسيوي ضد ماليزيا، لأن المنتخب الوطني ليس منتخب أحمد عيد لوحده ولا منتخب المسؤولين عنه فقط. ترى ما هي منجزاتكم يا «أحمد عيد» مع المنتخب سوى المزيد من التراجع التصنيفي والخيبات الجماهيرية. كل هذا التردي والفوضى التي حدثت في المنتخب لم تكن مفاجئة لي ولكثيرين من المتابعين في ظل المعطيات السابقة من أخطاء متراكمة في منظومتنا الكروية على مستوى الاتحاد الكروي وما يتبع له من أندية وغيرها وقد أشبعنا هذا الجانب طرحا، إلا أن غياب الروح والقتالية وافتقاد اللاعبين للمبادرة بالحلول الفردية كما كان يحدث مع أجيال سابقة، هو أمر يدعو للقلق حتى لو انتصرنا الليلة على ماليزيا وحتى لو تحسن ترتيبنا على مستوى التصنيف! يجب أن نعترف بهذا كأولى الخطوات لمواجهة تخلفنا الكروي بعد أن توقفنا عند مرحلة معينة لم نستطع أن نتجاوزها للأسف!. إن بداية التصحيح تبدأ من اعتراف إدارة المنتخب بأخطائها وأن يكون منتخب الوطن لكل أبناء الوطن وليس حكرا على أندية معينة ونجوم بذاتهم، وعلى إدارة المنتخب أن توسع دائرة الاختيار أمام ناظري وعقل (مارفيك) من الأهلي إلى أصغر فريق في المملكة فهناك لاعبون لديهم الحافز كي يصنعوا الفارق لهم ولمنتخب وطنهم وهم الذين يجب أن يعول عليهم في المرحلة المقبلة بدل اللاعبين المتخمين بشبع اللعب وغيره (!!) وقبل ذلك يجب أن يبقى المدرب هنا في السعودية طيلة الموسم الرياضي كي يتابع ويرى أهم المسابقات ويتابع الأندية الصغيرة مثل الكبيرة، متابعة ميدانية لا متابعة (قالوا له) ومن (منازلهم)، على الأقل (يحلل) راتبه الضخم!.