الإستراتيجيات الدولية في مكافحة الإرهاب فشلت بتفجيرات بروكسل ووجه الأخوان الإرهابيان «بكري رسالة لعواصم القرار مؤداها أن الحرب مازالت بعيدة جدا من الوصول إلى نتائجها، باعتبار أن مخططي العملية الإرهابية تمكنوا من اختراق الجدار الأمني لعاصمة الاتحاد الأوروبي والناتو . ومن الواضح أن المجتمع الدولي تجاهل واستهان بتحذيرات السعودية التي أطلقها الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما قال إنه في حالة عدم التعامل الدولي للجم الإرهاب فإنه سيصل إلى عقر أوروبا. كما أن السعودية استمرت أيضا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في المطالبة بتعزيز الجهود الدولية لاجتثاث الإرهاب من جذوره. الأخوان بكري بعملية التفجيرات في بروكسل يعكسان حلقة من سلسلة متصلة الحلقات فكرة الإرهاب المتنقلة من عاصمة إلى أخرى تشير إلى «صحوة»جديدة للخلايا والمنظمات النائمة والناشئة، وهي ليست سوى تعبير عن بداية موجة جديدة من الإرهاب، وهي بالقطع، ليست «بواقي» أو «نهايات» الموجة السابقة. وتؤكد الموجة الجديدة من العمليات الإرهابية أن الأخوين بكري هم نسخ عن أبي بكر البغدادي والزرقاوي وغيرهم من قادة الإرهاب رغم أن العالم منخرط اليوم في حرب شاملة متعددة المسارات والمستويات مع التطرف والغلو والإرهاب، ولكن تفجيرات باريسوبروكسل باتت تتطلب إستراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب لضمان الانتصار في هذه الحرب المديدة والمريرة. على الرغم من أن التطرف والإرهاب متلازمان إلا أنه ليس كل متطرف إرهابيا مع أن كل إرهابي هو متطرف بالتعريف فالتطرف في حالة الإرهاب هو انتقال من دائرة الاعتقاد إلى دائرة السلوك الإجرامي، وهو ما يتطلب من عواصم القرار إعادة النظر بحربها على الإرهاب فالتحالف الدولي الذي فشل حتى الآن في القضاء على عصابات «داعش»الإرهابية في العراق وسورية ها هي دوله تدفع اليوم ثمن هذا الفشل. ما يجري اليوم هو اشتداد لهبوب رياح التطرف وتفاقم التهديد الإرهابي الذي يعصف بالدول ولأن السبب في هذا الاشتداد هي الولاياتالمتحدةالأمريكية فهي لا تريد للحرب على الإرهاب أن تضع أوزارها، الأمر الذي مكن «داعش» الإرهابية أن تعيد انتشارها في عدد من دول المنطقة والعواصم الأوروبية وكانت النتيجة جريمتي باريسوبروكسل. أوروبا الجريحة والحزينة تحولت إلى ساحة من ساحات الحرب على الإرهاب وهي لا تملك القدرة على حسم الحرب خارج حدودها وأظهرت عجزا في حفظ أمنها الداخلي لأنها تعتمد في سياساتها العسكرية والأمنية على الولاياتالمتحدة التي تقود التحالف ضد الإرهاب الأمر الذي بات يحتم على القارة الأوروبية إعادة النظر في رهن سياساتها وموقفها بواشنطن التي عجزت تماما عندما قادت التحالف الدولي في القضاء على عصابة إرهابية تدعى «داعش». إن تفجيرات بروكسل وقبلها تفجيرات باريس وضعت الاتحاد الأوروبي في موقف محرج أمام شعوبها بعد أن ظهر عجزها الأمني في حماية أمنها الداخلي وأمن شعوبها من خطر الإرهاب الذي بات ينام في العواصم الأوروبية الآن. وعلى المجتمع الدولي العودة مجددا والتفكير في التحذيرات المبكرة جدا والتي أطلقتها السعودية والتعامل مع ملف الإرهاب بحزم وقوة وصلابة .