«ادعي لي بالشهادة» هذه هي آخر كلمات الشهيد عبدالرحمن بن مرعي القحطاني والذي استشهد عصر الجمعة وذلك في مكالمة جمعته مع والدته قبل استشهاده بساعتين، حيث تلقى قرابة الخمس طلقات ما بين رأسه وصدره. وبتحقيق أمنيته، زفت منطقة عسير بعد ظهر أمس شهيد الوطن الجندي عبدالرحمن بن مرعي الشواطي القحطاني والذي استشهد بعد عصر أمس الأول الجمعة في مركز الحصن الحدودي بمحافظة ظهران الجنوب اثناء تبادل إطلاق النار بين رجال حرس الحدود و ميليشيات الحوثي ، وقد استشهد وزميله العريف محمد حمود الحربي، ليلحقا بالشهيد سليمان علي المالكي الذي استشهد في ذات الموقع في وقت متأخر مساء الثلاثاء الماضي. وحضرت (الجزيرة) مراسم الدفن والصلاة على الشهيد القحطاني، وقبلها قامت بتقديم واجب العزاء في منزل أسرته بمحافظة أحد رفيدة. وقد عبر شقيق الشهيد الوحيد علي بن مرعي القحطاني الذي تملكه الحزن في فقد أخيه عن شعوره بالفخر والاعتزاز بان شقيقه الاوحد قد ذهب بروحه ودمه دفاعا عن الدين والعقيدة والوطن ، وعن مقدرات ومواطني هذه الدولة المباركة التي تحتضن الحرمين الشريفين في ظل قيادة حكيمة حرصت على استقرار وأمن هذا البلد في ظل ما يحيط بالعالم من قلاقل وازمات ،واضاف عزاؤنا الوحيد بأن وفاة شقيقي كانت دون الوطن . وحول تلقيهم نبأ استشهاد شقيقه ذكر أنهم تلقوا خبر استشهاده أثناء تواجدهم في مدينة الرياض ، حيث يعتبر الشهيد هو العائل لنا بعد رحيل والدنا رحمه الله . وعن والدته فقال : كان بينها وبين الشهيد مكالمة هاتفية قبل وفاته بساعتين حيث أبدى لها أمنيته بنيل الشهادة. الشيخ طلال آل مشهور : نحن وأبناء القبيلة فداء للوطن من جهته عبر شيخ قبيلة ال الشواط الشيخ طلال ال مشهور عن اعتزازه بأن أحد أبناء القبيلة ضحى بنفسه في سبيل الدين والوطن وهو يذود عن حدود وطننا الغالي، مؤكدا انه وأبناء قبيلته فداء للدين والوطن ورهن إشارة قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي عهده وامير منطقة عسير حفظهم الله جميعا ، مشيرا بأننا ماضون في حماية وطننا والقضاء على هذه الفئة الطاغية الباغية. كما عبر أبناء عمومة الشهيد وعدد من أفراد القبيلة عن فخرهم واعتزازهم باستشهاد الشهيد الذي عرف بحسن خلقه مع الجميع. الشيخ التميمي : هذه بشارة للشهيد ولزملائه من جهته اكد قاضي المحكمة العامة بأحد رفيدة الشيخ محمد بن سعود التميمي ان هذه بشارة للشهيد ولكل المرابطين، وقد تظافرت الأدلة من كتاب الله والسنة النبوية عن فضل الجهاد في سبيل الله والمرابطة ، والشهيد نحسبه والله حسيبه مرابطاً في سبيل الله دفاعاً عن وطنه وعقيدته ووطنه ضد هذه العصابة المعتدية التي حاربت وسعت في الارض فساداً، والشك ان القيام في وجوههم من الجهاد في سبيل الله، سائلاً الله ان يسدد رمي جنودنا البواسل وان يوفق خادم الحرمين وقيادة هذه البلاد لكل خير. فيما أشار محافظ احد رفيدة سعيد بن علي آل دلبوح الى ان محافظة احد رفيدة تعتز بأن أحد شهداء هذا الوطن هو ابن من أبناء المحافظة المعروفين بولائهم لهذه البلاد وقيادتها الراشدة، ناذرين ارواحهم فداء للدين والوطن، سائلاً الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يوفق زملاءه المرابطين على الحدود، وان ينصرهم على اعدائهم. قائد قطاع حرس الحدود بعسير اللواء الغامدي ل«لجزيرة»: حدودنا آمنة ومستقرة ابلغ الجزيرة قائد قطاع حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سفر بن احمد الغامدي ان الوضع على الشريط الحدودي بين السعودية ودولة اليمن الشقيقة مطمئنة للغاية من خلال انتشار رجال حرس الحدود على الشريط الحدودي من جهة منطقة عسير، مبيناً بأن هناك رجالا مستعدون للفداء عن الوطن. ودعا اللواء الغامدي للشهيدين القحطاني والحربي بالقبول والرحمة والغفران مؤكدا ان تضحيتهم عن الوطن دافع لبقية زملائهم في مواصلة عملهم للذود عن أطراف هذا الوطن من خلال تواجدهم بين الأطوار ، وعن الوضع في مركز الحصن والذي استشهد فيه ثلاثة من رجال حرس الحدود طمأن اللواء الغامدي الجميع عن تأمين الحدود وأن حدودنا آمنة ومستقرة وان ماحدث مع عصابات الحوثي هي عمليات كَر وفر تصدى لها رجالنا البواسل مؤكداً ان حرس الحدود قد جهز على امتداد الشريط الحدودي بجميع التقنيات الحديثة لمراقبة الوضع. وحول المصابين في أولى مواجهات الحوثيين أشار الى ان المصابين قد تلقوا العلاج اللازم ويتمتعون حاليا بصحة جيدة، وقد عادوا من جديد لميدان الشرف لإكمال مهمتهم الوطنية مؤثرين على أنفسهم حيث يتواجدون حالياً في الخط الأمامي وعلى الحدود. حرس الحدود لم يتجاهل الجانب الإنساني.. تعدى عمل رجال حرس الحدود من الحفاظ على أمن حدود هذه البلاد إلى العمل الإنساني ، وذلك بعد أن قاموا بتوفير طائرة خاصة لشقيق الشهيد ووالدته، والذين علقوا مساء الجمعة في مطار الملك خالد بالرياض بعد تعثر وصولهم لمدينة أبها بسبب الأحوال الجوية ، وقد سعى حرس الحدود إلى توفير طائرة خاصة لوصول أسرة الشهيد لحضور دفن الجنازة والصلاة واستقبال المعزين.