استرجع مالك دار بيسان وليد أحوش الراحل غازي القصيبي، إذ سبق وأن نشر للقصيبي رواية «زهايمر». وقال إن «رواية الروائي الراحل غازي القصيبي مازالت تحتل الصدارة بين الروايات الأكثر مبيعا». وشبه القصيبي بمن ينطبق عليهم المثل «سبع صنايع والبخت ضايع»، كما في عمله الأخير الذي كان فيه كأنما يرثي نفسه، مشيرا إلى أن «القصيبي شخصية جدلية يختلف معه وحوله الكثيرون، ولكنهم لا يقدرون إلا على احترامه وحبه». وأضاف مالك دار بيسان إن «العرب عرفوا القصيبي روائيا ساخرا بامتياز، وصاحب أسلوب لا يضاهيه أسلوب آخر في سلاسته، وحكمته العميقة التي يبثها بين السطور». ولفت أحوش إلى أن «القصيبي تمسك بوصف كتابه على أنه «أقصوصة» بينما هو في الحقيقة قصة طويلة، كان يمكن لو شاء أن تتحول إلى رواية»، وأضاف إن «أحداث القصة تدور حول يعقوب العريان المريض بمرض «ألزهايمر» والذي يتعالج في مصح في أمريكا، واختار أن يواجه المرض هناك بعيدا عن أهله، رفقا بهم، والقصة مكتوبة بطريقة الرسائل، حيث يرسل يعقوب اثنتي عشرة رسالة في اثني عشر فصلا إلى زوجته الأخيرة نيرمين يحدثها عن أحواله وانطباعاته وحواراته في المصح مع زملائه». مشيرا إلى أن «القصيبي يحب أن ينسج المواقف والحوارات الكوميدية التي تتضمن بعض الرسائل الناقدة الساخرة؛ ليعرفنا على زملائه في المصح، مثل ذاك الذي يعتقد نفسه هنري كيسنجر، والممثل السينمائي الشهير الذي يفشل في تذكر بعض علاقاته النسائية، ويتحدث البطل يعقوب عن سنوات المراهقة، وعن فشله في تذكر التجربة الأولى في أمور عديدة، وحتى اسم زوجته الثانية، ولكن هذا الحس الكوميدي يبدأ بالاختفاء من الفصل التاسع حين يبدأ يعقوب بالحديث عن الذكريات السيئة التي يتمنى أن يمحوها المرض، ويزداد الحس الأليم في الفصل العاشر حين يذكر لنا تجربة روائية أمريكية وعذابها في التعامل مع والدتها المصابة بمرض ألزهايمر، ويستمر في الفصل الحادي عشر بسرد تجربتين أخريين يستخلص منهما أن هذا المرض لا يصرعه شيء، ولا حتى الحب ولا الإيمان.