بعد نحو 1400 عام من إطلاق مسمى قرية حليمة السعدية مرضعة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، على موقع في بني سعد جنوبي الطائف، خرجت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بنفي أي صلة تاريخية أو أثرية للموقع، مؤكدة أنه لا توجد أية دلائل علمية تشير إلى أن حليمة السعدية عاشت في القرية المسماة باسمها. وأوضح ل «عكاظ» مستشار رئيس الهيئة الدكتور سعد الراشد أن فريقا من برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي وأعضاء من اللجنة الاستشارية للبرنامج نفذوا زيارة علمية بناء على توجيهات رئيس الهيئة لمحافظة الطائف في وقت سابق، بعدما تم نشر أخبار عن وجود بلدةٍ وبيوتٍ لمرضعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - في ديار بني سعد على بعد 85 كم جنوبي الطائف، «ولم يعثر الفريق الذي وقف على الموقع المنسوب على أي دلائل أثرية يمكن الاستدلال بها على أن هذا المكان ينتمي لحليمة السعدية أو تلك الفترة التاريخية، فلا شواهد أثرية ولا نصوص تاريخية، ولا أي دلالات أخرى يقبلها المنطق لتأييد الرواية المحلية أن هذا المكان ينتمي إلى حليمة السعدية، كما أنه لم يرد في أي من المصادر اسم قرية باسم حليمة السعدية، وما ورد في المصادر يشير الى أن بني سعد الذين استرضع فيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانوا يعيشون في البادية». وأضاف أن الفريق يرى أن «هذا المكان يجب ألا يشار إليه بمسمى موقع أو مسجد أو قرية حليمة السعدية سواء على الخريطة السياحية للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أو مواقع التاريخ الإسلامي، أو سجل مواقع الآثار، أو أي خرائط ومكاتبات أخرى لحين استكمال الدراسات والبحوث حول الموضوع»، فقد «تبين للفريق أن الموقع يشتمل على مصلى مكشوف على مرتفع جبلي محاط بحجارة مرصوصة بشكل عشوائي بارتفاع نحو (40) سم، وتجاوره ثلاث منشآت حجرية صغيرة مستطيلة الشكل عبارة عن كتل حجرية مضافة حديثا على بعض الأساسات التي ربما تكون قديمة مع إضافة بعض الأخشاب فوق البناء، ووضعت على أرضيتها الترابية البسط وسجادات الصلاة من قبل بعض من يرتادون الموقع، ولا يتجاوز ارتفاع تلك المباني فوق سطح الأرض أكثر من (50 سم- متر واحد)، وهي أشبه ما تكون بدبول لتخزين الأعلاف وليس لها صلة بسكن بشرية أو بمواقع للصلوات». وأضاف الدكتور الراشد أن الفريق العلمي زار عددا من مواقع التاريخ الإسلامي في عقيق عشيرة لتطبيق النصوص التاريخية على المعالم الجغرافية والأثرية، ورجح من خلال استعراض الروايات التاريخية وتحقيق المواقع على الطبيعة أن ديار بني سعد التي نشأ فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في باديتها تقع شمالي الطائف، وأنها تمتد من قرن المنازل (السيل الكبير) حتى أطراف العقيق (عقيق عشيرة)، وذلك نظرا لما أكدته العديد من المصادر التاريخية والدراسات الحديثة. وبين أنه تم اعتماد توصيات الفريق العلمي من قبل رئيس الهيئة الذي وجه كتابا مع نسخة من تقرير الفريق وتوصياته إلى أمير منطقة مكةالمكرمة (آنذاك) ونسخة منه إلى محافظ الطائف وأمين أمانة المحافظة.