كشفت الأمطار الغزيرة التي سقطت مؤخرا، على قرى بني السعد، الواقعة جنوب شرق محافظة الطائف، عن نقوش حجرية وصخرية أثرية قديمة تحمل عبارات عربية ورسومات ورموز هندسية، في قرية «الصبخة» إحدى قرى الذويبات الدهاسين، التي تبعد عن قرية «حليمة السعدية» مرضعة الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم - مسافة 3 كم.وأكدت مصادر مطلعة متخصصة ل»المدينة» أن هذه النقوش الحجرية والصخرية وما تضمنتها من كتابات وعبارات وأشكال ورموز ورسومات، ترجح أن قرى السعد تعد منطقة تاريخية سكنتها حضارات متعددة في غابر السنين وعلى مر التاريخ الجيولوجي البشري. وبينت تلك المصادر أن عوامل التعرية أدت لاختفائها ولكن جريان مياه سيول الأمطار وهطولها وتساقطها، أماط اللثام عنها وكشفها على وجه الأرض مؤخرا، مشددة على أهمية دراسة وتحليل تلك الآثار والنقوش الحجرية الصخرية لمعرفة أسرارها ودلائلها. واعتبر الخبير والمرشد السياحي المعتمد من هيئة السياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله بن محمد سعيد الذويبي، أن هذه الآثار والنقوش الحجرية الصخرية التي تم العثور عليها مؤخرا، تمثل دلائل لوجود قوم «حليمة السعدية» من آلاف السنين والذين استوطنوا هذه الديار التي احتضنت الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في بداية حياته الشريفة، كما أوردتها السيرة النبوية المعطرة. وأوضح الذويبي أن الكتابات التي وجدت على تلك الصخور، جاءت بخط عربي كوفي، وتم العثور عليها من جانب قبيلة الذويبات الدهاسين من بني سعد، مشيرا إلى أن الكتابات الأثرية التي تضمنها النقش الحجري تدل على عبارات خاصة بالعهد والميثاق. وشدد على أن قرى الذويبات، تضم الكثير والعديد من المعالم الأثرية التاريخية والإسلامية، التي تحتاج للعناية والرعاية والاهتمام والمحافظة عليها من الاندثار أو من السرقة أو من أيادي العابثين والمخربين، خاصة وأنها مواقع ومعالم تاريخية يقصدها الكثير من الزوار من داخل وخارج المملكة طيلة أيام العام. موضحا أن من أشهر تلك القرى الخاصة بقبائل الدهاسين الذويبات، هي قرية حليمة السعدية»، كذلك توجد قرية العريق، وقرية صعبة، وقرية خفاش، وقرية ذوي ناصر وتعرف بقرية (الخلط) وقرية العرق، وقرية الأسالة، وقرية أبو الرومي، وقرية الرميدة، وقرية العقبة، وقرية الصبخة، وقرية المديد، وجميع هذه القرى سكنتها قبيلة الذويبات وتحتضن الكثير من الآثار والمعالم التاريخية والإسلامية والحضارية. وأكد الباحث التاريخي، مراد بن سليمان عرقسوس، أن هذه النقوش الحجرية والصخرية، تحتاج إلى معاينة مباشرة لتحديد عصرها والتاريخ الذي تم نقشها ورسمها فيه، ودراسة وتحليل عينة منها من جانب المختصين بعد فحصها وتلمسها يدويا، من أجل قراءتها وفك طلاسمها وتحليل رموزها. وكشف عرقسوس أن النقش الحجري والصخري الذي عثر عليه مؤخرا، تعرضت أجزاء من معالمه في الجزء السفلي للتلف والاختفاء والطمس جراء عوامل التعرية الجيولوجية المختلفة. وطالب الجهات المعنية بالمحافظة على تلك المواقع الأثرية وحمايتها والعناية بها، ومنع التعدي عليها، معتبرا أنها دلائل وشواهد العصر على التاريخ وتحكي وتروي قصص الماضي من حضارات إنسانية غابرة على مر التاريخ البشري والإنساني. المزيد من الصور :