كثف مجلس الشورى خلال الأسبوع الماضي، نشاطه في مجال الدبلوماسية البرلمانية مواكبة للحراك الدبلوماسي والسياسي للمملكة، من خلال عدد من المشاركات، تماشيا مع خطة عمله التي أقرها أخيرا وتقضي بعقد ثلاث جلسات كل أسبوعين بحيث يخصص أسبوع للجلسات والآخر للزيارات التي تقوم بها لجان الصداقة إلى البرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة في إطار الدبلوماسية البرلمانية التي يمارسها المجلس لدعم السياسة الخارجية للمملكة، وزيارات الوفود البرلمانية للمجلس. فقد رأس رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ, وفد المجلس في المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية الذي عقد في القاهرة، فيما استقبل نائبه الدكتور محمد بن أمين الجفري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي صابر تشودري. ومن أبرز مشاركات المجلس، زيارة وفد لجنة الشؤون الخارجية برئاسة عضو المجلس رئيس اللجنة الدكتور ناصر الداود إلى روسيا الاتحادية. التصدي للتهديدات وفي القاهرة رأس الدكتور عبدالله آل الشيخ وفد المجلس في المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية الذي يأتي في مرحلة مهمة وتاريخية للدول العربية التي تواجه العديد من المخاطر. واستشعر المجتمعون في البيان الختامي للاجتماع أهمية المرحلة، ودعوا إلى العمل على سن التشريعات الضرورية التي تكفل التصدي للتهديدات الأمنية الجديدة ومكافحة الجريمة المنظمة المرتبطة بالاتجار غير المشروع بالبشر والأسلحة وعمليات الاختطاف والابتزاز وما يرتبط بها من جرائم الفساد وغسل الأموال، وتجريم جميع النشاطات التي تهدد أمن واستقرار المجتمع. وأكدوا ضرورة أن تكون الدول العربية متضامنة ومتآزرة لمواجهة العنف والإرهاب لحماية الوطن العربي والعيش بسلام، وصياغة رؤية برلمانية عربية مشتركة تحت مسمى «الميثاق البرلماني العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف» وأن يتم تشكيل لجنة مصغرة من رؤساء البرلمانات العربية للإشراف على إعداد هذا الميثاق. وأدان رؤساء البرلمانات والمجالس العربية ما تقوم به التنظيمات الإرهابية والمجموعات كافة التي تتخذ نفس الوسائل لتهديد السلم والأمن داخل الدول العربية، ودعم جمهورية العراق في الجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب، وتقديم المساندة والدعم لجمهورية ليبيا فيما تبذله من جهود في مكافحة الإرهاب. قضية فلسطين وحول القضية الفلسطينية، أكد رؤساء البرلمانات العربية مجددا على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة لا يزال هو التحدي الأول لأمتنا العربية، والمصدر الأول الذي يهدد الأمن القومي العربي، وأنه لا يمكن الحديث عن عناصر التهديد الأخرى دون مناقشة ما يمثله هذا التهديد واتخاذ الإجراءات والتدابير الفورية والعاجلة لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى والأماكن المسيحية والإسلامية كافة وحمايتها مما تتعرض له من أخطار وسياسات بهدف تهويدها، وتوفير الدعم اللازم لإنجاح الجهود الفلسطينية الساعية لعقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد آليات ملزمة لتنفيذ قرارات السرية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية. ودعوا إلى توثيق ونشر الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بالصوت والصورة وإرسالها لكل برلمانات العالم بهدف فضح الجرائم الإسرائيلية من خلال اللجنة التي شكلها البرلمان العربي لهذا الغرض وبالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي والمجلس الوطني الفلسطيني. مكافحة الإهاب ودعوا إلى عقد مؤتمر برلماني منفصل لمكافحة الإرهاب والتطرف تحت رعاية جامعة الدول العربية تدعى إليه المؤسسات الدينية العربية وخبراء التعليم والإعلام والثقافة وبعض ممثلي منظمات المجتمع المدني، لتدارس كيفية حماية شباب الأمة من الفكر المتطرف الذي يختطفهم من أسرهم وأوطانهم ونشر ثقافة وقيم التسامح والاعتدال والوسطية. وأكدوا أهمية وضع خطة إستراتيجية مشتركة للبرلمانات العربية تهدف إلى نبذ العنف والتطرف الفكري والثقافي والإعلامي وترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية وتفعيل لغة الحوار لتجنب الاستقطاب الطائفية والعرقية. ثقل دولي من جانب آخر، أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي صابر تشودري - أكبر منظمة برلمانية عالمية تجمع ما يزيد على 140 برلمانا - أهمية دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في محيطها العربي والإسلامي، وما تمثله من ثقل دولي يمكنه الإسهام في حل العديد من القضايا العالقة. جاء ذلك خلال استقبال نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري في مكتبه في مقر المجلس في الرياض، لرئيس الاتحاد البرلماني الدولي في إطار زيارته الرسمية للمملكة. من جانب آخر، اختتم وفد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى زيارة ناجحة إلى موسكو خلال الفترة من 15-17/5/1437ه تلبية لدعوة من لجنة الشؤون الدولية بمجلس الشيوخ الروسي. والتقى الوفد خلال الزيارة بالممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ونائب رئيس مجلس الشيوخ الروسي إلياس أوماخاتوف ورئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الشيوخ قسطنطين كوساتشوف، ورئيس مجلس الإفتاء في روسيا الشيخ راوي عين الدين.