أسدل الستار على أولى جولات دوري أبطال آسيا بنتائج حملت التباين ومنها ما كان مفاجئا، والجيد الذي انتهت عليه تلك الجولات أن الفرق السعودية لم تخسر، وإن تباينت مشاعر العشاق بين محب أبدى رضاه، وآخر خرج من الملعب ضائق الصدر من حالة فريقه، وثالث رأى أنه كان بالإمكان أفضل مما كان. الاتحاد والنصر والهلال أخرجوا مواجهاتهم بنتيجة التعادل، بينما كان للأهلي عنوان الفوز السعودي الأول في آسيا، وهنا لا يجب أن تغفل الظروف المختلفة في المواجهات الأربع لممثلينا. الحديث هنا عن الغرب الآسيوي الذي يشمل فرقنا المشاركة، والتي اختلفت مراكزها في ترتيب المجموعات، فعلى الرغم من أن الصدارة لم تكن حليفة أي منها، إلا أن النتائج جاءت في غالبيتها مرضية، فالاتحاد والهلال والأهلي احتلوا وصافة المجموعات، بينما اختار النصر المركز الثالث بعد تعادله على أرضه وبين جماهيره وهي النتيجة الأسوأ بين الفرق الأربعة. الاتحاديون متفائلون بالقادم الفريق الاتحادي كان البادئ بحمل لواء المشاركة السعودية في هذه البطولة، وهو البطل السعودي الأخير فيها كذلك، ومع غيابه عن المشهد طوال السنين الماضية إلا أن سمعته ما زالت تهز أركان القارة بمجرد أن يشارك فهو المونديالي العميد. لعب الاتحاديون بما لديهم من إمكانات، تعتبر الأقل بين أشقائه، وكانت الصعوبة تكمن في أن المواجهة بعيدة عن الديار، لكن ومع كل الظروف أصر النمور على التحدي، وسعوا إلى الفوز من خلال إرادة اللاعبين ومهارات مهاجميهم بقيادة الفنزويلي ريفاس، ليخرج الاتحاد من مواجهة لوكوموتيف وضيافته كاسبا النقطة بعد أن كان قاب قوسين من الفوز، المستوى والنتيجة صفق لها صناع القرار مؤكدين تفاؤلهم بأن معشوقهم الأصفراني سيذهب إلى الأمام في بطولة كانت لعبته المفضلة. العالمي يبتعد عن مسمى النصر وكأنه النحس ما أصاب النصر وغير صورته 180 درجة، وهو الذي كان قبل أشهر البطل المتوج بلقب الدوري والمدجج بصفوة النجوم، الذين ظلت أسماؤهم كما هي وغابت روحهم ونجوميتهم في الأداء والتأثير، فمع تغيير ثلاثة مدربين عاد ثانيهم، إلا أن النصر لم يعد يحمل من اسمه شيئا، فالتعادل على أرضك وبين جماهيرك الوفية أشبه بالخسارة خاصة حين تدرك أنت الفارق، وهو ما حدث أمام بونيودكور الأوزبكي، فبدا لاعبو الفريق وكأنهم تشبعوا ولم يعد لديهم الهدف. العالمي يحتاج إلى تغيير جذري قد لا يسع الوقت له، وهنا ينبغي إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يكون النصر اسما على غير مسمى. غلطة «شاطر» الهلال ب10 أيا كانت غيابات الهلال وعددها، فالبديل يضاهي الأساسي في الحضور والأداء، ذلك ما أظهره الزعيم في مواجهته خارج أرضه أمام باختاكور، وكأنه يأخذ بحق جاره «النصر»، حيث كان المتميز طوال اللقاء، فحضر الاستثناء ب«غلطة شراحيلي» والتي تكررت في أكثر من مناسبة، وأتى ثمنها باهظا، رغم «شطارة خالد» في مشواره مع الهلال. وعن التميز لابد أن يذكر فائد الهلال ياسر القحطاني والذي يملك روح فريق بأكمله فلم يكن السن عائقا لاستمرار الوهج الذي يشع به القناص ليؤكد أنه معدن فريد. الفوز اختار الأهلي عنوانا له بدت ملامح تشكيلة مدرب الأهلي السويسري جروس، وكأنها لا تحمل رغبة المنافسة على اللقب الآسيوي الذي يحلم به الجميع، فالصف الثاني باستثناء لاعبين أو ثلاثة، هو من حضر لمقابلة ناساف الأوزبكي ولكن!. قد تكون الخيرة في إشراك لاعبين لديهم من الطموح والرغبة في إثبات الذات ما غاب عن بعض لاعبي الصف الأول، فكان المراد وجاءت النتيجة لصالح الأهلي، وأتت الرسالة المبتغاة أن الفريق الراقي والذي يسعى للمنافسة لا يرتهن على نجم، وأن الرؤوس متساوية بل إن البعض تفوق على أقرانه. الأجمل لدى الأهلاويين في اللقاء أن «عقيدهم» عاود الصلح مع الشباك بعد الخصام الغريب، وأن محترفهم اليوناني أكد صلاحيته لما يتجاوز الشوط، وأن احتياطهم جاهز متى ما سنحت الفرص. أسبوع قادم من العيار الثقيل ثاني جولات الصراع الآسيوي ستكون بعد ثلاثة أيام، بتكرار المواجهات مع اختلاف المكان، حيث يواجه النصر صعوبة باستضافة بونيودكور الذي أحرجهم في الرياض، ويعتزم إعادتهم إليها خائبين، فيما يرد الاتحاد ضيافة لوكوموتيف على أرض الجوهرة، التي سيغطيها صناع القرار وقد يكون لقاء صدارة المجموعة التي سيهديها النمور لجماهيرهم، والأمر نفسه هو ما سيعى إليه الهلاليون حين يستضيفون باختاكور، والزعيم مؤهل فوق العادة للفوز وصدارة المجموعة والحفاظ عليها حتى التأهل للدور التالي، بينما يحمل الأهلاويون حقائبهم إلى أوزبكستان لملاقاة ناساف الذي سيلعب لرد الدين، وهو ما سيعيه السويسري جروس، والذي يعتقد أن يغير في التشكيلة السابقة. الأمر الذي قد يؤثر في مستوى وأداء الفرق السعودية، خاصة الهلال والأهلي والاتحاد، هو ما يسبق مواجهات آسيا من لقاءات محلية تعني الكثير وتحديدا المنافسة لقب الدوري، فالكلاسيكو السعودي سيكون حاضرا غدا بين الهلال والاتحاد، فيما الأهلي يواجه نجران باحتمالية المفاجأة، وحتما ستحمل نتيجة المباراتين شيئا معها إلى العراك الآسيوي.