كشف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان الدكتور علي بن سعيد عواض عسيري، أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، حمله رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تتعلق بآخر التطورات في العلاقات السعودية - اللبنانية، عقب طلب المملكة والدول الخليجية من رعاياها مغادرة لبنان وعدم السفر إليه حرصا على سلامتهم. وقال في تصريح إلى «عكاظ» بعد لقائه الرئيس سلام، أمس (الأربعاء)، بحضور القائم بأعمال السفارة ماجد الشراري، «زيارتي إلى السراي اليوم (أمس الأربعاء) جاءت بناء على دعوة من سلام الذي حملني رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسأنقلها نصا وروحا إلى قيادتي الرشيدة». وجرى خلال اللقاء بحث التطورات السياسية الراهنة، إضافة إلى العلاقات بين البلدين. وكان السفير عسيري، زار دار الفتوى في بيروت، حيث التقى مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان بحضور الوزير المفوض في السفارة فواز الشعلان. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى، أن اللقاء تناول التطورات الأخيرة بين لبنان والمملكة، وتم تأكيد الحرص على معالجة ما حدث بالطرق الدبلوماسية، بالتعاون مع القيادات السياسية في لبنان الحريصة على توطيد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين. وفي غضون ذلك، تواصل تدفق الوفود الشعبية والسياسية إلى سفارة المملكة معلنة تضامنها مع الموقف السعودي، وأكد وزير الداخلية الأسبق النائب أحمد فتفت أن «حزب الله يتحول إلى حزب شمولي كحزب البعث في العراق، حيث يدعون سياسة النأي بالنفس والديموقراطية ولكنهم يتدخلون في سورية». وأضاف: لن تحل مشاكلنا طالما هناك حزب مسلح يتحكم بنا، ويتدخل في شؤون الدول الشقيقة ضد إرادة شعوبها، ف «حزب الله» يمارس السياسة، لكنه عمليا يمارس العمل العسكري الأمني مختبئا وراء سلاح غير شرعي، ووجوده كحزب مسلح سيزيد من مشاكلنا وسيؤثر كثيرا، ليس فقط على مستقبل علاقاتنا مع الدول العربية، بل على مستقبل لبنان، لذا نأمل من جميع القوى الوطنية أن يتوحدوا في صف واحد لمنع «حزب الله» من السيطرة على لبنان، ومن أجل عودة الجسور مع الدول العربية وتحديدا مع السعودية التي قدمت الكثير للبنان. وبين فتفت أن المملكة هي اليوم المصدر الوحيد لتسويق صناعاتنا ومنتجاتنا من الخضار والفواكه، ومصدر استرزاق لعدد كبير من العائلات اللبنانية. من جهته، قال رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بعد لقائه السفير عسيري: «نعول على حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإعادة احتضان لبنان واللبنانيين كما عودتنا المملكة في كل الظروف، كما نعول في الوقت ذاته على كافة الأطراف اللبنانية للحد من المناكفات في هذه الظروف الصعبة».