أعلن سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري، بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، أن «زيارتي إلى السراي اليوم جاءت بناء على دعوة من الرئيس سلام الذي حملني رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسأنقلها نصاً وروحاً إلى قيادتي الرشيدة». وتم خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة بين سلام وعسيري في السراي الكبيرة، في حضور القائم بأعمال السفارة ماجد الشراري، البحث في العلاقات اللبنانية - السعودية. وقال السفير عسيري ل»الحياة»: «ما نراه من توافد من كل المناطق في لبنان يعكس مدى العلاقة التاريخية بين المملكة ولبنان وشعب المملكة وقيادتها وبين الشعب اللبناني وهذا أمر ورد في مضمون البيان، ومدى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على العلاقة مع الشعب اللبناني واستقرار لبنان، والمملكة برهنت في الكثير من تصرفاتها مدى حرصها على لبنان منذ زمن بعيد، وبالتّالي لا أحد يقدر أن يشكك في النوايا الطيبة والحسنة والشريفة للمملكة تجاه الشعب اللبناني». وعما إذا كانت المملكة تنتظر اعتذاراً معيّناً من شخص معين أو حزب معين، أجاب: «أترك الإجابة للبنانيين، هناك خطأ ويجب معالجته وليس بخطأ أسوأ منه، نبذل كل الجهود وما سمعناه من تعبير من إخواننا اللبنانيين يعكس العلاقة مع المملكة، لكن هناك حكومة وهناك شعب، والتصرّف أتى من جهة رسمية في التركيبة الحكومية، ونأمل أن نرى ما هو أفضل». وأكد أن «الشعب شيء والحكومة والتصرّف شيء آخر وكلاهما يختلفان عن بعضهما». وعن سبب صدور بيان يطلب من المواطنين السعوديين عدم السفر إلى لبنان، أشار إلى «حرص خادم الحرمين الشريفين على سلامة المواطنين السعوديين». وإذ أمل أن «تعالج المشكلة بسرعة»، أكد أن «ليس من حقّنا أن نملي على الحكومة أي شيء». وفي شأن مصير اللبنانيين في السعودية، قال: «هذا الموضوع لا لزوم له الآن، فالمملكة حريصة على الشعب اللبناني وعلى العلاقة معه، وعدم الضرر بأي إنسان. لكن هناك خطأ كبير في حق المملكة يجب أن يُعالج». وزار السفير السعودي بعد ذلك مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، يرافقه الوزير المفوض في السفارة فواز الشعلان. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى، أنه «جرى البحث في الشؤون اللبنانية وما يجري في المنطقة بالإضافة إلى التطورات الأخيرة بين لبنان والمملكة والحرص على تعزيز العلاقات اللبنانية السعودية، ومعالجة تصحيحها بالطرق الديبلوماسية التي تعبر عنها الحكومة اللبنانية بالتعاون مع القيادات السياسية في لبنان الحريصة على توطيد العلاقات الأخوية التاريخية التي ينبغي أن تكون على أفضل ما يرام».