ما كاد حبر بيان مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية يجف، حتى خرج الوزير جبران باسيل بمؤتمر صحفي من مبنى الوزارة في بيروت مؤكداً على مواقفه السابقة ناكئاً في جرح العلاقة اللبنانية مع الأشقاء العرب. ضعف البيان الوزاري لم تشفع له عند باسيل وحلفائه، ليس لأن البيان يوضح حقيقة ما، بل لأن حزب الله ونظام الملالي في طهران الراعي الرسمي للوزير باسيل وتياره لايريد استقراراً في العلاقة ما بين لبنان والمملكة. الوزير باسيل أو «الوزير المعجزة» كما يطلق عليه الكثير من اللبنانيين في معرض الدعابة والرسم الكاريكاتوري لم يدرك أن الصمت لغة دبلوماسية وعلى رأس الدبلوماسية في أي بلد أن يجيده كما يجيد الكلام لأن الصمت وفي كثير من الأحيان أبلغ من الكلام. ولكن هل تحدث الوزير باسيل لجهله «لغة الصمت» أو لفقدانه الخبرات الدبلوماسية بخاصة أنه يخوض تجربته الأولى في هذا الحقل؟ ... على قاعدة إيضاح الواضحات من الفاضحات فإن الوزير باسيل لم يلتزم الصمت عن سابق إصرار وتصميم وهو وإن افتقد للخبرات الدبلوماسية فإنه غير مطالب بالالتزام بها طالما أن مسار السياسة الخارجية التي يجب أن تعتمد قد رسمت في طهران وأرسلت إلى الضاحية الجنوبية ومن هناك انطلقت لتعلن في مبنى الخارجية بالأشرفية في بيروت. البيان الحكومي الباهت لم يحتج اللبنانيون لأكثر من نصف ساعة كي ينسوه لأنهم انشغلوا ببيان باسيل ثم رد رئيس الحكومة تمام سلام ثم رد باسيل على الرد.. وهكذا فإن ما حصل حكومياً وباختصار هو أن الحكومة اللبنانية فسرت الماء بعد الجهد بالماء. لبنان جبران خليل جبران يبدو أنه بات جبران باسيل يدركه الجميع وبخاصة رئيس الحكومة تمام سلام فلا يتعب نفسه بالرد ولا بالإيضاح لأنه وكما سبق ذكره إيضاح الواضحات من الفاضحات. جبران باسيل الوزير المعجزة والمارق هكذا يقولون لكن وبعيدا عن كل الدعابات والنكات، لبنان بات بحاجة إلى معجزة لكن ليس كهذه المعجزة لكي تنقذه من التدمير الذي أحدثه باسيل من خلاله مواقفه في الاجتماعات العربية والإسلامية.