كتبت ذات يوم تغريدة بالتأكيد هي موجودة في «تويتر» مفادها كما أتذكر هو: «كنت على موعد بعد غد مع سفيرنا في واشنطن الأستاذ عادل الجبير، فإذا به اليوم يعيّن وزيراً للخارجية». والحقيقة أنني كنت يومها في واشنطن، وسبق أن قابلت عادل الجبير في مناسبات بروتوكولية كثيرة لا تسمح بالحديث المستفيض عن شؤون وشجون السياسة، وذلك اليوم توسطت بملحقنا الثقافي الدكتور محمد العيسى لترتيب موعد عاجل مع السفير، وفعلا فعل، وتحدد بعد يومين، لكنه أصبح وزيراً وغادر واشنطن ولم نتقابل. ما المقصود من التذكير بهذه القصة. لا شيء أكثر من أنني كنت أود من ذلك اللقاء الذي لم يحدث أن أسمع أكثر من ذلك السفير الذي يميل إلى الصمت في عاصمة صاخبة تحاول إدارة الكون على مزاجها، وفي وقت كانت العلاقات السعودية الأمريكية تمر بأحرج المراحل في تأريخها. وبعد توزيره تساءلت كيف سيتصرف السفير شبه الصامت مع منصب الوزير في وزارة تتطلب الحديث كل يوم إلى كل العالم، وكل كلمة محسوبة بميزان دقيق. فجأة انطلق هذا الصامت من صمته ليتحدث ب «احترافية» تليق بموقع كان يشغله لسنوات طوال أمير الدبلوماسية العالمية «سعود الفيصل» رحمه الله، وفي ظروف حرجة جدا نجد عادل الجبير، ومعه سفيرنا في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي يمثلان وجها حضاريا للمملكة، ونموذجا نباهي به بين الأمم عندما نتحدث عن وطننا. لدينا نجوم كثيرة تستطيع إضاءة الكون، ووطننا جدير بكل ما يليق به وبسمعته عالميا، وكل ما علينا فقط أن نغلق ملف الذين يضحكون علينا أمم الأرض بتصرفات تصورنا وكأننا مجرد مخلوقات بدائية تعيش في فلاة لا بد من وضع سور عليها يحرسه من يظنون أنهم أوصياء الله وهم لا يفعلون ما أمر به الله. لا تجعلوا الغيوم تحجب النجوم.