يسيطر التوتر على الحدود الأردنيةالعراقية، ويتخوف الأردن الذي نشر راجمات صواريخه ومعداته العسكرية وجنوده على طول هذه الحدود تحسبا لهجمات يتوقع أن يشنها تنظيم «داعش» ضد الأردن. ويعاني معبر الكرامة المنفذ الوحيد بين الأردنوالعراق حالة من الشلل بسبب إغلاقه منذ سيطرة «داعش» على الرمادي، لكن دحر التنظيم الإرهابي من المنطقة المحاذية للحدود، رفع منسوب التوتر لدى الجيش الأردني المنتشر ضمن قطاعات عسكرية بطول 200 كلم على طول الحدود المشتركة مع العراق تحسبا لأي طارئ. «عكاظ» زارت الحدود الأردنيةالعراقية وتجولت في القطاعات العسكرية وخاصة قطاع قوات حرس الحدود المنتشر بإسناد من سلاح الجو الملكي وهو قطاع يحكم سيطرته على طول الحدود بعد نشر راجمات الصواريخ الأردنية. وبحسب المشاهدات خلال الجولة، فقد حشدت قوات الجيش الأردني البرية والجوية قواتها على طول الحد الحدودي وأخذت احتياطاتها على أكمل وجه لمنع أي اختراق محتمل. ويعد معبر طريبيل الواقع على حدود الكرامة الذي يبعد عن العاصمة عمان قرابة 370 كلم المعبر الوحيد بين البلدين وما يزال مغلقا رغم طلب السلطات العراقية من الأردن فتح هذا المعبر. وانتشرت مدرعات الجيش الأردني على طول الحدود وفي باقي المناطق المتاخمة لمعبر طريبيل في منطقة الكرامة شرقي الأردن إضافة إلى تحليق طائرات سلاح الجوي الملكي بطلعات استكشافية لتأمين الحدود وردع أي محاولة للتسلل أو اختراق للحدود. وتبذل قوات حرس الحدود جهودا كبيرة بتأمين الشريط الحدودي بين الأردن وكلا من العراق وسورية اللتين تشهدان أوضاعا أمنية مضطربة، كما تتصدى قوات حرس الحدود بشكل يومي لمحاولات التسلل والتهريب التي تفاقمت بعد انهيار الأوضاع فيما أضاف أعباء جديدة. وفي مقابل ما تشهده الحدود من حالة شلل تام تزداد التعزيزات العسكرية كإجراء أمني احترازي كانت الحكومة قد كشفت عنه سابقا، لتبدو منطقة الحدود وكأنها منطقة عسكرية تنتشر فيها الدبابات وقاذفات الصواريخ، فيما تحلق الطائرات بين الفينة والأخرى في سمائها. وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني أكد أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية تتابع ما يحدث من تطورات على الحدود وستتخذ الإجراءات الضرورية والاحترازية على مدار الساعة بحسب مقتضى الحال وتداعيات الموقف. ولفت المومني إلى أن القوات المسلحة قامت بتعزيز قواتها على الحدود مع العراق بوحدات مدرعة وآلية ووحدات مدفعية وصاروخية كإجراءات احترازية اتخذتها القيادة العامة للقوات المسلحة لضمان أمن الوطن وسلامة المواطنين. من جهة أخرى، أثنى سكان منطقة الرويشد المحاذية للحدود مع العراق على الإجراءات العسكرية التي اتخذتها القوات المسلحة الأردنية، معتبرين أياها بأنها تدابير بالاتجاه الصحيح. ولفتوا إلى أن القوات المسلحة تمسك بزمام الأمور على الحدود من حيث السيطرة والمراقبة والنيران فضلا عن العمق الأمني العسكري الذي يوفر الأمن والأمان للداخل الأردني. من جانبه، أكد مدير العلاقات والتعاون الدولي في مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين علي بيبي أنه لم يتم تسجيل أي حالة لجوء عراقي إلى الأردن لهذه اللحظة. وبين بيبي أن المفوضية أعدت خطة احترازية وبالتعاون مع الحكومة الأردنية في حال تمت عمليات لجوء عراقي إلى الأراضي الأردنية.