لا تتجاوز المسافة الفاصلة بين الجيش الأردني وتمركز عناصر داعش المتواجدين في الرمادي عاصمة الأنبار 25 كلم، ومع ذلك لم يقترب التنظيم حتى اللحظة من معبر «طريبيل الحدودي»، باستثناء تفجيرات محدودة قبل رحيل القوات العراقية. وحسب غالبية المراقبين تنهي داعش بتفجيراتها محاذاة طريبيل حالة عدم الاشتباك في الأرض العراقية بالقرب من خاصرة الأراضي الأردنية، إذ يتخذ حرس الحدود إجراءات رقابة صارمة خصوصا أن التنظيم الإرهابي كان يحرص قبل التفجيرات الأخيرة على عدم الاقتراب من نقاط الحدود مع الأردن واستثنائها من مسرح العمليات العسكرية. واليوم لا يوجد عازل جغرافي قوي بين الحدود الأردنية ومسرح عمليات واشتباكات داعش في الأنبار، لا سيما بعدما أعلن التنظيم ضمنيا أن طريبيل لم تعد خارج حسابات الاشتباك القتالية، وهو وضع جديد تماما على عمان، لكنه كان متوقعا باعتباره أحد أبرز السيناريوهات التي درسها الأردنيون. المأزق هنا يتعاظم ويتجه لتعقيدات في عدد من الاتجاهات، بيد أن الرسالة السياسية من داعش لعمان مضمونها أن طريبيل في طريقه للتحول لمسرح عمليات، ما يعني أن المعركة ستصل إلى الحدود الأردنية، لحظتها ستجد عمان نفسها في مواجهة مباشرة مع داعش. ورغم حالة القلق الأردني إلا أن طبيعة المنطقة العراقية المحاذية للحدود الأردنية تبدو صحراء مفتوحة لا تمكن داعش من التحرك فيها حال تعرضها لهزيمة في الرمادي، حيث سيكون منفذ الهروب الوحيد باتجاه الحدود الأردنية، لكن الأردن يعرف أن اختراق حدوده يبدو أمرا مستحيلا، فالطائرات الحربية تنفذ طلعات جوية على مدار الساعة، وهي جاهزة لردع أي عمليات تسلل من العراق إلى الأردن. وتحسبا لأي طارئ، رفعت القوات العسكرية الأردنية من تواجدها، وتمركزت راجمات الصواريخ والمدافع والآليات المقاتلة في أماكن مختلفة على طول الحدود، بالإضافة للرقابة الإلكترونية الصارمة. «عكاظ» زارت المنطقة الحدودية مع العراق التي تحولت إلى منطقة عسكرية، وكأنها تستعد للحرب، إذ نشر الجيش الأردني قطاعاته العسكرية على طول الشريط الحدودي مع العراق البالغ مساحته 200 كلم تحسبا لأي طارئ قد ينجم عن تطورات معركة الأنبار. وحسب مشاهدات «عكاظ» فإن الإجراءات العسكرية والأمنية المشددة على طول الحدود كفيلة بضمان سلامتها من أي عمليات اختراق محتملة. وأكد مسؤول أمني أردني ل «عكاظ»، أن الأجهزة العسكرية والأمنية قادرة على حماية الأمن والاستقرار، إلا أن ذلك لا يعني عدم الحيطة والحذر والاستعداد. وأفاد أن عناصر مراقبة الحدود رفعت درجة الاستعداد على الحدود الشمالية القريبة من الحدود السورية بسبب سيطرة داعش على تلك المناطق أكثر من الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن التي تسيطر عليها جبهة النصرة.