لم يمض سوى عامين فقط على حادثة مقتل معلم على يد طالب في مدرسة عثوان المتوسطة والثانوية بالداير بني مالك حتى تجددت أحزان التعليم أمس الأول بإقدام معلم على إطلاق النار عشوائيا على العاملين في مكتب التعليم بذات المحافظة. وبين المشهدين لا يزال المتابع حائرا بين طعنة طالب لمعلمه ومعلم قتل زملاءه وهو أمر يثير مزيدا من الاستفهامات. مكتب الداير يعد من أفضل المكاتب فخامة وتأثيثا غير أن الحوادث المأساوية المتتالية جعلته محط الأنظار بعد الحادثين، ما استدعى المطالبة بإنشاء قسم نفسي في إدارة التعليم لمعالجة الظواهر والحالات السلبية. ويقول الاختصاصي النفسي علي محمد المالكي إن حدوث الواقعتين في عامين فقط في ذات المكان أمر يدعو للدراسة والتمحيص بواسطة وزارة التعليم في كافة الجوانب حتى لا تتكرر مثل هذه الفواجع مستقبلا داخل مقرات التعليم، ومثل هذه السلوكيات يجب أن تتابع قبل أن توقع ضحاياها، فالمريض النفسي له دلائل ومؤشرات تدل على انحراف سلوكه ما قد يؤدي به إلى الجريمة، مع ضرورة تكثيف المحاضرات والندوات داخل المدارس والإشارة لمثل هذه السلوكيات والإبلاغ عنها.