أوضحت إمارة منطقة جازان أن قضية مقتل المعلم محمد برناوي على يد أحد طلابه في المرحلة المتوسطة أول من أمس، في مركز عثوان التابع لمحافظة الداير بني مالك، أصبحت بكامل ملابساتها في حوزة الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق المختصة، ولا مجال للاجتهاد في تحليل أسبابها ودوافعها بانتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات الجارية حاليا، تمهيدا لإحالتها للمحكمة العامة كالمتبع للنظر فيها بالوجه الشرعي. ونقلت الإمارة في بيان صحافي على لسان متحدثها الرسمي علي بن موسى زعله تعازيها ومواساتها لأسرة القتيل في مصابهم الأليم، سائلة الله تعالى بأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. واستغربت الإمارة دخول الآلات الحادة إلى الفصول الدراسية رغم خطورتها وتعارضها مع طبيعة البيئة التربوية، داعية إلى ضرورة تضافر جهود المسؤولين بإدارت ومكاتب التربية والتعليم ومديري المدارس ومشايخ القبائل وأولياء الأمور لمنع تكرار مثل هذه الواقعة المأساوية. وكانت محافظة الدايرة في منطقة جازان استيقظت أول من أمس على خبر مقتل المعلم محمد بكر برناوي طعنا على يد أحد طلابه بمدرسة عثوان المتوسطة والثانوية في حادثة غريبة ونادرة. بينما وصل ذوو الفقيد وأقاربه صباح أمس إلى الداير قادمين من مكةالمكرمة بعد أن تلقوا نبأ وفاة قريبهم المعلم برناوي واستقبلهم وفد من مكتب التربية والتعليم بالداير يتقدمهم مدير المكتب محمد جابر المالكي ومساعدوه للشؤون التعليمية والمدرسية محمد حسن المالكي ويحيى شريف المالكي وعدد كبير من زملائه وطاقم التعليم في الداير وقدموا لهم التعازي الحارة في مقتل برناوي. وزار مدير إدارة التربية والتعليم في صبيا أحمد علي ربيع أمس، مدرسة عثوان والتقى بطاقم التدريس والطلاب، الذين خيم الحزن عليهم، ونقل ربيع تعازي سمو وزير التربية والتعليم لذوي المتوفى. إلى ذلك، أعرب محافظ الداير محمد هادي الشمراني عن خالص تعازيه وصادق مواساته لذوي المتوفى برناوي سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، مؤكدا أن ما حدث ليس ظاهرة بل حادث جنائي أحيل للجهات المختصة، نافيا ما ذكر عن أن هناك خلافا مسبقا بين الطالب ومعلمه، وبين أن خلق التربوي البرناوي الحسن وشهادة زملائه المعلمين خير دليل. وكشف مصدر مطلع ل«عكاظ» أنه سيجري تشريح جثة المتوفى من قبل الطبيب الشرعي اليوم، على أن يجري تسليمها لذويه ونقلها لمسقط رأسه في مكةالمكرمة ودفنها هناك. وأشاد عدد من زملائه المعلمين بمدرسة عثوان بالخلق الحسن والسيرة العطرة التي كان يتمتع بها المعلم البرناوي، بعد أن قضى خمس سنوات في محافظة الداير وكان على وشك طلب نقل لمكةالمكرمة. يذكر أن المعلم برناوي كان لاعبا سابقا في نادي الهلال والمنتخب السعودي لكرة السلة، كما شارك في العديد من الدورات الرياضية على مستوى إدارة تعليم صبيا وحصل على جوائز وتكريمات عدة.