قال المحلل العسكري الإستراتيجي العقيد الركن إبراهيم آل مرعي، إن مناورات «رعد الشمال» المزمع إطلاقها خلال الأيام القليلة المقبلة «رسالة صريحة إلى إيران والدول الإقليمية الداعمة لها، مفادها أن أي نية سيئة ستواجه بحزم، كما ووجهت إيران بحزم في اليمن». وأضاف أن لهذه «المناورات ثلاثة أهداف رئيسة، أولاً: الحفاظ على الأمن الخليجي والعربي والإسلامي المشترك، ثانياً: رفع الجاهزية القتالية، وثالثاً: تنسيق العمليات بين القوات المشاركة». وزاد أن «الدول المشاركة هي السعودية، مصر، باكستان، الأردن، الإمارات، وبعض دول الخليج، وهي مشاركة بالأفرع البحرية والجوية والبرية والدفاع الجوي كافة، هذه المناورة تعتبر أهم مناورة منذ خمسة عقود تجريها الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وتستمد أهميتها من وجود أكبر عدد مشارك من الضباط والجنود، باستخدام أحدث التقنيات، وتجرى في ظل بيئة إقليمية مضطربة وإرهاب متزايد وبعد نجاح عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي قاربت تحقيق أهدافها». وتابع أن المناورات «فرصة مواتية لتفعيل التحالف العسكري الإسلامي والغرفة المشتركة للتحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنه ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان؛ لاشتراك دول خليجية وعربية وإسلامية عدة في هذه المناورات». ونفى وجود رابط بينها والإعلان السعودي الأخير عن التدخل العسكري البري في سورية «لأن هذه المناورات أعلنت في وقت سابق وقبل إعلان التدخل، ولذلك تُجرى هذه المناورات في ظل عقيدة عسكرية دفاعية وليس هجومية ولا يراد منها الاعتداء على أي دولة كانت، وإنما الدفاع عن الدول الخليجية والعربية والإسلامية». وأكد أن إيران «تريد أن تكون السيطرة في العراق للشيعة المتطرفين الذين يحملون ولاء لطهران وليس لبغداد، وقال: «نحن نعلم أن إيران بعد أن سلمت العراق لها في 2003، تحاول تثبيت أقدامها بشكل أكبر في العراق من خلال ما يسمى الاحتلال الديموغرافي وتفريغ العراق من السنة، سواء بإبادتهم أو تهجيرهم، وأيضاً تفريغ العراق من الشيعة المعتدلين الذين ولاؤهم للعراق بينما تسعى لسيطرة الشيعة المتطرفين». وأضاف أن «الاحتلال الديموغرافي الإيراني ينفذ حالياً في العراق وسورية من خلال استخدام إيران للواء الفاطميين، وهم شيعة أفغانستان، للقتال بجانبها في سورية، ومنحهم وعوداً بمنحهم الجنسية السورية أو العراقية أو الإيرانية في حال تحقيق نصر ساحق لإيران في سورية». وأوضح أن «ما تقوم به إيران يمثل تهديدات ومعطيات أصبحت واضحة لدى الدول الخليجية والعربية والإسلامية، فأصبح لزاماً العمل على مسارات عدة لمواجهة هذا التهديد المتنامي الذي يتم في ظل تغاضي الدول العظمى التي لم تحرك ساكناً للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». وأكد أن مناورات رعد الشمال «توجِّه رسالة إلى الدول الإقليمية أن الدول الخليجية والعربية والإسلامية ستكون حازمة في الدفاع عن مصالحها الوطنية وحدودها في ظل أي تهديد محتمل ورسالة للدول العظمى بأن هذه الدول تنتهج سياسة مختلفة تماماً، وهي لن تقف متفرجة وفي موقف سلبي في ظل تهديد أمنها الوطني وتهديد وجودي تواجهه».