يبدو أن البحر والقافية ثبتا في تلك المنطقة الجغرافية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية». ففي تسعينات القرن الماضي ركب الشاعر نايف بن صقر البحر المسحوب، عندما ألقى قصيدة، ضمن أمسيات شعرية بمهرجان «الجنادرية»، في الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولاقت هذه القصيدة إعجابا جماهيريا شديدا. وبذات النشوة التي أصابت الجماهير آنذاك، وكما تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، كانت قصيدة الشاعر مشعل بن محماس الحارثي التي ألقاها بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في افتتاح مهرجان الجنادرية الأخير، مهيجة لمحبي الشعر الشعبي، ومتذوقيه. وهو ما دعا الكاتب عبدالله الوهيبي إلى وصف ذلك عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» بأن «ما حدث هو توثيق سيئ» لقصيدتين من نفس القافية والبحر وفي ذات المناسبة. وبعض المغردين الآخرين استبعدوا أن تكون سرقة شعرية وذلك لما للشاعرين من مكانة وشاعرية فذة، وإنما تقاطع شعري. والتخاطر يظهر منذ القدم، فكانت هذه الحالة خاصة بين الشاعرين العربيين جرير والفرزدق. فقد كانا يتشابهان في البحر والقافية وأحيانا في المعنى. ويذكر أن التخاطر هو مصطلح صاغه الشاعر الإنجليزي فريدريك وليام هنري مايرز وهو عالم لغويات، ومؤسس جمعية البحوث الروحية، ويعتبر مؤسسا للتخاطر.