كتب الشعر من أجل الشعر، فرغم ظروفه العملية والتجارية إلا أنه استطاع أن يشعل فتيل القصيد في داخله ويبحر به في عدة موانئ، كان آخرها شاطئ الراحة خلال مشاركته في شاعر المليون بنسخته الثانية واختياره من بين أفضل 100 شاعر، إنه طبيب الأسنان عبدالله آل جليدان، الذي يبوح بأسراره ويفتح قلبه لأول وسيلة إعلامية. ● رغم انطلاقتك مؤخرا وبحثك عن الجديد في الشعر إلا أن ملهمتك الأولى لا تزال هي المملكة ولا تزال الكتابة للوطن ومن أجل الوطن همك الأول؟ لا أعتقد أن هناك محرضا للشعر أجمل من الوطن والتغني به وبقياداته على مر العصور، فالوطن هو الملهم الأول، وبما أن وطننا الغالي هو قبلة الإسلام والمسلمين ومهبط الوحي وهنا بعث سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فكيف سيكون الشعر عنه، حتما إن كل القصائد تصغر أمام عظمة هذه البقعة الطاهرة، لذلك تجدني أردد دائما: يا وطنا كلنا سمع وطاعه تحت راية من تلبيه الدعاوي كل شعبك يا الوطن يكتب وداعه لي بدئ في الوقت صكات وبلاوي يستوي ضيق الزمن ولا اتساعه دون حدك يا الوطن صوت العزاوي ● رغم ظروفك العملية والتجارية الخاصة إلا أنك كنت ضمن أفضل 100 شاعر في شاعر المليون بنسخته الثانية.. إلى ما تعزو ذلك؟ أولا هذا فضل من الله ثم ثقة في شاعريتي التي أراها لم تظهر حتى الآن ولم تر النور بالشكل الذي أنشده وصدقني إنني عازم على ترك بصمة للشعر عن قريب، أما بشأن عملي في الطب والتجارة فهناك ترتيب ولا يمكن أن أخلط بينهما، كما أن الشعر لا يستأذن الشاعر عندما يحضر فهو ضيف لا نتنبأ بقدومه. ● متى أحسست أنك شاعر أو أنك تنتمي إلى قبيلة الشعر؟ منذ نعومة أظافري، فأنا ترعرعت في بيئة شعرية، فوالدي أحمد آل جليدان وكذلك عمي صالح تميزا برواية القصص الشعبية الممزوجة بالشعر التي تتحدث عن فضائل الأمور ومحاسن الأخلاق، كذلك أخي الكبير صالح يملك صوتا شجيا وحنجرة عذبة، خصوصا عندما ينشد المسحوب. ● عندما كنت طالبا في كلية طب الأسنان بالرياض كان لك موقف مع أحد زملائك فكتبت أبياتا لا تزال تتردد بين زملائك وأصدقاء الدراسة.. هل تذكرها؟ الغربة يا صديقي لها مرارتها رغم أننا في وطن واحد ولا نشعر فيه بالغربة ولكن عادة الطالب تكون أحاسيسه وهو بعيد عن بيئته أو أهله وربعه تجبره على القصيد بعيدا عن أي قصص أخرى، الغربة بحد ذاتها هي محرض للشاعر وعندما كنت بكلية طب الأسنان بالرياض أرسلت أبياتا إلى أحد الشعراء الغالين أشكو عليه حال الغربة وصعوبتها ومن تلك القصيدة: واعزتاه من الونين اللي صدر وسط البهو واعزتاه من الليالي اللي خذتها الجامعة قلته وصدرته ووجهته على ذاك الكفؤ اللي ليا حاور بنات الفكر جاته سامعه ● لكل شاعر قدوة أو عراب.. من هو الشاعر الذي تأثرت به؟ هناك شعراء كثر من الماضي جرير والفرزدق والشاعر الأمير محمد الأحمد السديري والآن الشعراء مساعد الرشيدي وعبدالله عبيان وضيدان بن قضعان ومحمد بن الذيب الذي يظل العلامة الفارقة في النجومية والشعر والمرجلة ونتمنى أن يطلق سراحه قريبا، لأن سجنه هو سجن للشعر والإنسانية، كما أن هناك شاعرا لم يخدمه الإعلام وهو الشاعر الشيخ محمد السبيعي - رحمه الله - الذي اطلعت على ديوانه مؤخرا وكان هدية غالية من حفيده الأخ والصديق وليد السبيعي ولكن يظل الأمير الإنسان خالد الفيصل هو فرزدق الشعر ومتنبئه كيف لا وقد تتلمذنا على قصائده ولا نزال ننهل من معينه فكرا وشعرا. ● من وقف معك في مسيرتك ودعمك؟ هناك رجال ولكن يظل الشيخ مسعود آل حيدر هو الداعم الأول لي، الذي أوجه له كلمة شكر ولن توفيه حقه فهو رجل نذر نفسه لكل ما يخدم منطقة نجران والمشاركة مع الشباب في كل أنشطتهم ودعمها. ● هل خدمت القنوات الفضائية الشعر أم استباحت كرامته؟ لقد فعلت القنوات الشعبية بالشعر ما فعله الكابتن ماجد عبدالله بالشباك الهلالية مع احترامي لنادي الهلال ورجالاته وجمهوره. ● في أي مدار تدور القصيدة الشعبية الآن؟ تدور في مدار المحسوبية والواسطات والشرهات. ● من شاعر نجران الأول؟ نجران غني بالشعراء ولكن ما نعرفه أن شاعر يام هو ابن بلال، أما شاعر نجران فلا أعتقد أن هناك شخصا يستحقه، لأن نجران قصيدة لم تكتب بعد، ورغم ذلك هناك الشعراء مهدي آل حيدر ومطلق الوايلي وهادي الرزقي ومهذل الصقور لهم نصوص جميلة في نجران. ● اجتاح الربيع العربي الكثير من مقومات الحياة في الدول التي مر بها ولكن القصيدة الحلم أو الملهمة غابت خلاله.. لماذا؟ لأنه ربيع بلا زهور.. طغت رائحة البارود على كل شيء فيه. ● هل الشعر مصدر رزق؟ نعم مصدر رزق، ومن حق الشعراء أن يتكسبوا من خلاله ولكن بضمير صادق وبقصائد تتحدث عن الحب والإنسانية والتقارب ولا تسيء لكائن من كان. ● هناك من يقول إن شعراء المسابقات أشبه بمحلات أبوريالين.. أين تقف من هذا التشبيه؟ لا أتفق مع هذا التشبيه.. لو لم تكن هناك مسابقات لما ظهر لنا نجوم في الشعر، بل إن المسابقات ظاهرة صحية إذا اقترنت بالمصداقية وعدم البحث عن التكسب من خلال الشعراء. ● أصبحت الأغنية الآن جواز المرور الأسرع للشعراء.. لماذا لم تتوجه إليها؟ كتبت عددا من النصوص في مناسبات خاصة وبأصوات غنائية مميزة وأنا الآن في طور البحث عن فنان لغناء أحد نصوصي الوطنية، لأن الوطن يستحق منا الكثير. ● اتجهت مؤخرا للأعمال الحرة والتجارة.. هل ستغيبك كشاعر؟ لا لم ولن تغيبني عن الشعر، لأنه إحساس وأتمنى أن أوفق هنا وهناك.