في السابق كان النقاش دائما عن الفرق بين القصيدة الطويلة والقصيدة القصيرة التي لا تتعدى ثمانية أبيات وأيهما اقرب للمتلقي، واختلفت الآراء بين مؤيد لهذه، ومعارض لتلك والعكس حسب قدرة الشاعر على الإجادة وكتابة قصيدة متماسكة سواء كانت طويلة أم قصيرة. في (تويتر) تغير الحال مع الشعراء، فمنذ أن أصبح هذا الموقع الاجتماعي ملتقى للجميع من كافة الشرائح وبمختلف اهتماماتهم حتى اضطر الشعراء للاختصار وكتابة «بيتي» شعر فقط، فلا قصيدة طويلة ولا قصيرة تنفع في «تويتر» المحدود ب 140 حرفا. كثير من الشعراء تحدث عن هذه النقطة ووصف «بيتي» تويتر بأنهما مؤثران بشكل سلبي على شاعرية الشاعر. وقد لا يستطيع اختصار ما يود قوله في قصيدة من خلال هذين البيتين. في المقابل انسجمت مجموعة أخرى من الشعراء مع حكاية «البيتين» وتعلقوا بها إلى درجة أنهم أصبحوا لا يهتمون بكتابة قصيدة طويلة أو قصيدة قصيرة لا تتعدى ثمانية أبيات. بل كانت المفاجأة بعد ذلك أن اقتحمت «البيتين» أمسيات الشعراء التي يحيونها هنا وهناك في مهرجانات شعرية مختلفة. كثير من الشعراء تحدث عن هذه النقطة ووصفوا «بيتي» (تويتر) بأنهما مؤثران بشكل سلبي على شاعرية الشاعر. حيث يجمع الشاعر أجمل ما كتب من أبيات شعرية في (تويتر) ليقدمها تحت مسمى «مقاطع شعرية». وشخصيا شاهدت هذا الأمر ولم ينقل لي حيث حضرت أمسية شعرية قبل فترة، وفي منتصف الأمسية قام أحد فرسانها بتقديم مقاطع شعرية عرّفها بأنها من كتابته في «تويتر»، يبدأ بإلقاء «بيتين» من الشعر ثم يتوقف ويبدأ في «بيتين» غيرهما مختلفين في الموضوع والقافية والبحر، الأمر الذي لم يلق القبول والاستجابة من الحضور الذي كان يصفق ببرود وعلى استحياء شديد لمجاملة الشاعر، حيث اتضح أنه لم ينسجم مع هذه الطريقة الجديدة. الخلاصة التي نخرج بها من هذا الموضوع هي أن (تويتر) قد استطاع تقييد بعض الشعراء والحد من إبداعهم، والشاعر الذكي هنا هو الذي لا يختزل نفسه في تغريدة قد تمر مرور الكرام.