أحسب .. بل وأكاد أجزم أنه لو صدر قرار إغلاق المحلات الساعة التاسعة مساء من شركة أبحاث تجارية إرضاء لشريحة من المجتمع محدودة العدد لقلنا بلسان واحد إنهم لا يعرفون مجريات الحياة في بلادنا! أما وقد صدر القرار عن مجلس الشورى فإن أغلب الظن أنه وضع من قبل الأعضاء الذين يمثلون بعض المناطق أو المحافظات الصغيرة التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما هو عليه حال المدن الكبرى. وكيف تسير الحياة بشكل يتطلب عدم السماح بقفل المحلات وبالذات البقالات والأسواق التجارية إلا بعد منتصف الليل وذلك لما هو مفروض على المحلات جميعها بلا استثناء القفل قبيل المغرب بعشر دقائق وتقام الصلاة بعد 10 دقائق والخروج من المساجد بعد ربع ساعة، وفتح المحلات على أقل تقدير خلال عشر دقائق. أما عند حلول وقت العشاء فإن قفل المحلات يبدأ من قبل رفع الأذان بحوالي 12 دقيقة ولا تقام الصلاة إلا بعد عشرين دقيقة ولا يخرج الناس من المساجد إلا بعد ثلث ساعة، ومن ثم لا تفتح المحلات بعد انتهاء الصلاة إلا بعد مرور 15 دقيقة.. وعليكم الحساب كم من الوقت تقفل المحلات لصلاة المغرب والعشاء ويظل المتسوقون والنساء منهم خاصة يتسكعون في الشوارع بانتظار فتح المحلات، هذا إذا كان ثمة وقت يسمح بذلك!! لكن ما هو الحل إن تم قفل المحلات في الساعة الثامنة مساء وذلك عندما يرفع أذان العشاء في الساعة التاسعة إلا ربعا. ولا تنتهي الصلاة إلا بعد التاسعة بعشرين دقيقة وذلك خلال أشهر الصيف وتبلغ حينها درجة الحرارة نهارا ما بين ال45 وال50 درجة تحول بين عامة الناس والنساء خاصة الخروج في تلك الحرارة إلى السوق لقضاء مستلزماتهم المعيشية، ناهيك عن ما عداها مما يحتاج الناس إليه من لوازم مختلفة. والصيف في بلادنا كما هو الواقع أكثر من عشرة أشهر وربما أكثر. ويذكر أن الغرفة التجارية بجدة أتمت دراسة اتضح منها أن 40% لا وقت عندهم لشراء مستلزماتهم إلا في المساء، لذا فإن من المهم أن يتدارك مجلس الشورى الأمر ويعدل القرار بما يتفق وواقع الحال خاصة في المدن الرئيسية. السطر الأخير: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع. [email protected]