يبدو أن معالي وزير العمل قد اطمأن إلى أنه تم توطين جميع الوظائف.. وأنه لم يعد باقيا من الشباب العاطل إلا من هم أقل من القليل.. كما أن معاليه قد اكتفى بالعدد الذي تم تعيينه من السيدات في المحلات الخاصة ببيع اللوازم النسائية فتوجه لتحديد ساعات العمل في المحلات التجارية، سيما أنه قد أعفي من مهام وزارة الصحة التي بذل من جهده الكثير لإصلاح ما أمكن من أوضاعها بحسب رؤيته!! والواقع أنه إجراء إن تناسب تطبيقه في أي دولة من دول العالم – افتراضا - فإن من الصعب تطبيقه في بلادنا وبالذات في المدن الرئيسية! وإن أعجب، فإن عجبي لا ينتهي من تعليق الدكتور عبدالرحمن الزامل رئيس الغرف التجارية السعودية الذي أيد فيما نشرته «عكاظ» بتاريخ يوم الاثنين 14/3/1436ه قرار إغلاق المحال التجارية الساعة (9) مساء لما له من منافع عديدة على رأسها توفير الطاقة والبنزين!! بخ.. بخ.. للرأي الذي أول من يرفضه أهل الرياض.. فالمحلات فيها وفي جميع المدن الرئيسية لا تفتح أبوابها قبل العاشرة صباحا ومع أذان الظهر تقفل أبوابها ولا تفتحها إلا بعد العصر الذي عادة ما يكون في الساعة الرابعة، ثم يأتي وقت المغرب فتقفل المحلات ثلثي الساعة على أقل تقدير.. ومن بعد المغرب يؤذن للعشاء الذي تغلق المحلات قبل ارتفاعه بربع الساعة ثم يمتد القفل لما بعد انتهاء الصلاة، ومعلوم أن صلاة العشاء لا تنتهي في الصيف قبل التاسعة مساء هذا في الوقت الذي تعود فيه الناس لحرارة الجو صيفا وضيق الوقت ما بين العصر والمغرب وعدم وجود وقت بين المغرب والعشاء أن يكون نزولهم للأسواق بعد العشاء فإذا أقفلت المحلات في التاسعة مساء فكيف تقضي الناس حوائجها؟ وأعود لمعالي وزير العمل الذي يرى في هذا القرار حكمة لإصلاح ما يريد إصلاحه بخلاف ما يراه أهل الرأي الذين نشرت «عكاظ» رأيهم يوم الخميس 17/3/1437ه. إن طبيعة المناخ في بلادنا أقرب إلى الحرارة والجفاف نهارا والناس عادة بين مشغول في عمله، وبين مستريح في بيته اتقاء لتلك الأجواء، ولذلك فإنهم لا يتحركون في النهار وكثيرا ما يتجهون إلى قضاء حوائجهم بعد المغرب! فإذا نحن أغلقنا الأسواق في هذه الساعة مضافا إليها الإغلاق أثناء صلاتي المغرب والعشاء فإن الوقت المتبقي لا يسمح لأي منا لقضاء حوائجه. وأعود ثانية لأقول لمعالي وزير العمل: أولا إن الدول الأوروبية التي كانت تقفل الساعة 6 مساء أصبحت اليوم تظل مفتوحة لمنتصف الليل. أما ثانيا فإن مهام وزارة العمل وما تقوم به مكاتبها بحاجة للإصلاح وكفى!. السطر الأخير: قال رسول اللهِ صلى الله عليهِ وسلم: «من حسن إسلام المرء تكره ما لا يعنيه».