رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني. وكان في استقبال الملك المفدى لدى وصوله إلى مقر المهرجان في الجنادرية، الأمراء خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، ومتعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، واللواء ركن تركي بن عبدالله بن محمد قائد لواء الأمير تركي بن عبدالعزيز الآلي، وخالد بن عياف آل مقرن وكيل وزارة الحرس الوطني لشؤون الأفواج، وعبدالله بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وسعد بن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز. كما كان في استقباله نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري. بعد ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين أخاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير قطر، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الإمارات العربية المتحدة، والشيخ سلمان الصباح السالم الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب في الكويت، ووزير الشؤون الرياضية في سلطنة عمان سعد بن محمد السعدي. وألقى الأمير متعب بن عبدالله كلمة في الحفل، رحب خلالها بخادم الحرمين الشريفين، قائلا: «أهلا بك في رحاب المهرجان الوطني للتراث والثقافة، أهلا بك راعيا وقائدا ووالدا بين أبنائك على أرض الجنادرية حيث الأصالة والتراث، أهلا بك وأنت تستنهض روح الأمة وعزيمتها.. وتبعث الأمل للتفاؤل لكل الشعوب نحو الأمن والأمان.. والاستقرار والرخاء». وأضاف «خادم الحرمين الشريفين .. ضيوفنا الأعزاء من هنا من هذا المكان نستذكر بكل الإجلال والاعتزاز أخاكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أحد قادة مسيرة هذا الوطن وبناة مجده، الملك القائد الإنسان الذي سخر حياته خدمة لدينه وشعبه وأمته، وهو المخلص لهذا الوطن ومقدساته وتراثه وتاريخه، وما هذا المهرجان إلا أحد المكتسبات الوطنية التي أطلقها قبل 32 عاما، مشروعا حضاريا شاملا يجمع أبناء الوطن بكافة مكوناته وتنوع ثقافاته وفنونه وتراثه على صعيد رحب يضيف للإنسان فكرا ومعرفة، ويعكس صورة مضيئة لما يربط بين أبناء هذا الوطن لتكون الجنادرية مصدر إشعاع ثقافيا وفكريا على مستوى العالم، تسعى للحوار والتقارب والتعايش وتعزز قيم الأمن والسلام». وتابع قائلا: «ها أنتم تسيرون على نفس النهج في الاحتفاء بالعلم والمعرفة وتقودون شعبكم إلى آفاق العزة والكرامة والمنعة في مسيرة تصنع التاريخ وتقيم شرع الله وحدوده تعلو بالحق ويعلو بها وتقيم العدل وتقوم عليه». وقال: «إن أبناء الحرس الوطني تملؤهم السعادة والفخر والاعتزاز بوجودكم بينهم قائدا وموجها وهم ينظمون هذا المهرجان في كل عام، مثلما أنهم يتشرفون بأن يقفوا وقفة العز والشرف في الحد الجنوبي من بلادنا الغالية مع إخوانهم في كافة القطاعات العسكرية حصنا حصينا ودرعا متينا منفذين لأوامرك ردعا للعدوان وحماية للمقدسات والمكتسبات». ورحب الأمير متعب بضيوف المهرجان، مضيفاً: «في كل عام يستضيف المهرجان دولة شقيقة أو صديقة لتقدم ثقافتها وتراثها، وفي هذا العام يسعد المهرجان باستضافة دولة ألمانيا الاتحادية الصديقة، ويسرني أن أرحب بالوفد الألماني برئاسة وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، حيث تشكل مشاركتها في الجنادرية إضافة مهمة لفعاليات المهرجان لما تمثلة من مكانة تاريخية وحضارية إلى جانب ثقلها السياسي والاقتصادي ودورها المحوري على مستوى العالم، كما أن المهرجان وكعادته في كل عام يقوم بترشيح شخصية ثقافية لتكون شخصية العام، وقد تفضل مقامكم الكريم بالموافقة على اختيار الأديب أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى باعتباره الشخصية الثقافية المكرمة لهذا العام إزاء ما قدمه من إسهام فاعل للحركة الفكرية والإبداعية وتتويجا لمسيرته الطويلة في مجال الكتابة والأدب». واختتم وزير الحرس الوطني كلمته قائلا: «خادم الحرمين الشريفين من هذا المقام نجدد العهد الصادق بالمحافظة على هويتنا العربية الإسلامية وتراثنا وثقافتنا وأصالتنا في ظل توجيهاتكم السديدة ورعايتكم حفظكم الله قائدا ورمزا لهذا الوطن، وأدام على بلادنا الغالية أمنها واستقرارها». إثر ذلك، كرم خادم الحرمين الشريفين، الشخصية السعودية لهذا العام محمد بن عمر بن عقيل (أبو عبدالرحمن الظاهري)، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. كما كرم الرعاة والداعمين للمهرجان في دورته الثلاثين. وشرف خادم الحرمين الشريفين وأخوه ملك البحرين حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.