تنطلق نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، اليوم، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وينطلق النشاط الثقافي للمهرجان، غدا، ويتضمن أمسيات شعرية، وندوات فكرية، وخصص هذا العام موضوع «عاصفة الحزم» ليكون الموضوع الرئيس للنشاط الثقافي. على صعيد متصل، اعتبر عدد من المثقفين أن اختيار عاصفة الحزم كأحد موضوعات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» لهذا العام يجسد الأهمية التي تمثلها عاصفة الحزم في حياة كل مواطن. وطالب المثقفون بأن يكون ما سيقدم من نشاط لائقا بأهمية الحدث الذي تمثله عاصفة الحزم، ودعوا الحرس الوطني إلى بذل مزيد من الدراسات والأبحاث لتأصيل عاصفة الحزم. عضو مجلس الشورى سابقا الأديب حمد القاضي قال: «جرت عادة المهرجان على مواكبة كل ما يهم الوطن في الشأن السياسي والثقافي والاجتماعي، ومن هنا يحرص المسؤولون عن المهرجان ولجانه التنفيذية والثقافية على اختيار موضوعات تتماهى مع اهتمام المواطن وما يجري في المملكة على كافة المستويات والمنجزات، وفي هذا العام تم ضمن النشاط الثقافي اختيار عاصفة الحزم لتكون منشطا مهما في النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة». وأضاف: «في تقديري كان الاختيار موفقا جدا، باعتبار أن عاصفة الحزم جاءت بقرار شجاع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن دول التحالف التي وقفت مع قرار المملكة في عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لليمن الشقيق، وإعادة السلام في منطقة الجزيرة العربية، فضلا عن حماية حدود المملكة». وأكد القاضي أن عاصفة الحزم تمثل موضع اعتزاز كل مواطن بقيادته وجنوده ورجال حدوده، مشيرا إلى أن قرار عاصفة الحزم صدر عن حكمة وبعد نظر وصبر على عبث الحوثيين والرئيس المخلوع، وأضاف: وسارت وراءهم دولة فارسية تدعمهم وتحفزهم وتوجههم لإثارة المشاكل في اليمن والانقلاب على الحكومة الشرعية والإساءة للمملكة وحدودها. وتوقع القاضي أن تحظى ندوة عاصفة الحزم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بحضور وتفاعل بوصفها من أهم الشؤون التي يهتم بها المواطن السعودي وكل محب للسلام في العالم وكافة المثقفين الذين يسعون لنشر الأمن والسلام. الأديب والكاتب الدكتور سعيد السريحي، قال: إن المهرجان قام بما ينبغي على أي نشاط ثقافي أن ينهض به من حيث الاهتمام بالأحداث الكبرى التي تمر على المجتمع، مضيفا «ما من حدث أشد أثرا في أي مجتمع من المجتمعات مثل الحرب، وذلك لما تعنيه من أهمية للمواطنين جميعا لمواجهة أي أخطار وتحديات محتملة، خاصة حينما لا تكون الحرب التي يخوضها الوطن حربا واحدة وإنما حروب على أصعدة مختلفة، فإذا كانت هناك حرب في حدود وطننا الجنوبي فإن حربنا على الإرهاب ومواجهة الفئة الضالة لا تقل خطرا، كما أن الوضع الاقتصادي يمثل حربا مماثلة». واستطرد الدكتور السريحي: «جميل أن يعنى المهرجان الوطني للتراث والثقافة بمثل هذا الموضوع ضمن برامجه وأنشطته الثقافية، غير أن الأجمل أن تتم ترجمته في عمل يليق بالجنادرية والحدث فلا تتوقف المسألة عند ندوة هنا وكلمة هناك وإنما ينبغي أن يكون لدينا عمل متكامل لا ينتهي بالانتهاء من المهرجان الوطني للتراث والثقافة وإنما يستمر تحت رعاية ومتابعة الجهة الثقافية المسؤولة عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة». وشدد على ضرورة أن الوطن يحتاج عملا ثقافيا ضخما ومجسما يحفظ ذكرى هذه الحرب وأبحاثا ودراسات تنقب عن جذورها، مؤكدا على أن الحرس الوطني قادر على أن يرعى هذه المشاريع.