لم يعد الحديث عن مقتل ضباط الحرس الثوري الإيراني محل اهتمام المتابع للأحداث في سورياوالعراق، بعد مقتل العشرات من الأطفال اللاجئين من أبناء أفغانستانوالعراق وسورية في المعارك التي تلعب إيران دورا كبيرا في تأجيج الصراعات الداخلية فيها. ولقي مقتل أطفال باكستانيين وأفغان وعراقيين في سورية مؤخرا أثناء قتالهم في صفوف ميليشيات بشار الأسد في منطقة قرب العاصمة دمشق، استنكار وإدانة العديد من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان والطفولة. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد حذرت النظام الإيراني من التجنيد القسري لآلاف اللاجئين الأفغان، وقالت: إن عملية التجنيد بدأت منذ نوفمبر عام 2013 في إطار خطة ممنهجة لاستغلال حاجة الأسر المنهكة والفقيرة. وحسب التقرير الذي أصدرته المنظمة أواخر عام 2015، فإن العشرات من الأطفال تلقوا عرضا بالحصول على حوافز مالية وإقامة قانونية لتشجيعهم على الانضمام إلى الميليشيات الموالية للنظام السوري، وأن بعضهم أرغموا على القتال، فيما البعض الآخر هرب إلى اليونان، واتهمت التقارير الحرس الثوري الإيراني بتجنيد هؤلاء الأطفال والزج بهم وتحويلهم إلى وقود لصراعات نظام الملالي في المنطقة. وتفيد التقارير أن نحو ثلاثة ملايين أفغاني يعيشون في إيران. وتشير هذه التقارير إلى أن الآلاف من الأطفال في العراقوباكستان يتم تجنيدهم من قبل فريق خاص من الحرس الثوري حصل على فتوى من رجال دين شيعة في تلك المناطق بغية إرسالهم إلى سورية لخوض معارك طاحنة هناك، وآخرين يتم دمجهم ضمن الحرس الثوري برواتب تصل إلى ألف دولار شهريا. وعزا مراقبون استعانة النظام الإيراني بالأطفال من باكستانوالعراقوأفغانستان إلى مقتل الآلاف من العسكريين والضباط المؤيدين للنظام السوري في الحرب التي فرضها بشار الأسد على الشعب السوري منذ أكثر من خمس سنوات. واعتبر رئيس تحالف قبائل صعدة الشيخ يحيى مقيت، عملية تجنيد الأطفال بأنها ثقافة فكرية إيرانية تستهدف المجتمعات الإسلامية في العراق وسورية وأفغانستان واليمن، وقال: إن ما يدور في اليمن من تجنيد للأطفال والزج بهم في الحروب يعد جزءا من ذلك الفكر والثقافة الإجرامية الدخيلة التي تستهدف الأجيال القادمة. وطالب مقيت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالطفولة وحقوق الإنسان بخلع رداء الخجل وعرض الجرائم الإيرانية وعمليات تجنيد الأطفال التي يسعى من ورائها نظام الملالي إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتأجيج الصراعات الداخلية وإعطائها غطاء طائفيا.