الهجوم الإرهابي الذي استهدف بالأمس المدنيين المصلين في مسجد الإمام الرضا بمحافظة الأحساء ليس سوى محاولة جديدة وبائسة ضمن سلسلة محاولات شياطين الطائفية في الداخل والخارج لجلب قبس من نار الحروب الأهلية الدائرة في العراق وسورية إلى العمق السعودي؛ وهو يأتي استكمالا لمشروعهم العتيق الهادف إلى ضرب اللحمة الوطنية، وتفجير الوضع الداخلي لإلحاق الرياض ببقية العواصم المنهارة في المنطقة بعد ما يصح وصفه ب«الخريف العربي»، وهذا بالطبع حلم إبليس في الجنة أمام تصاعد الوعي الاجتماعي السعودي بخطورة هذا المشروع الشيطاني، وتزايد النداءات السياسية والشعبية بنبذ «الطائفية والتطرف والتكفير»، التي هي في الواقع أسلحة هؤلاء في معركتهم الخاسرة. ليس سرا القول بأن هناك قوى دولية شيطانية تعمل بجدية واستماتة منذ عقود لإدخال السعودية في براثن حرب أهلية طاحنة، وهي تستخدم في سبيل ذلك وبشكل غير مباشر شياطين الطائفية من محرضين ومجانين من الطائفتين لتنفيذ مشروعها وهذا ما يجب أن يفهمه المضللون ومروجو الكراهية في هذا الوطن. قبل أشهر وبعد حادثة القديح تحديدا كتبت في حسابي الشخصي في شبكة تويتر ما نصه: «الشيعي السعودي أقرب إلي من السني السوري والعراقي، هو شقيقي وابن وطني، أما أولئك فيتفقون معي في المذهب فقط»، وختمت التغريدة بعبارة موجزة ومباشرة هي: «من يستجلبون مشكلات الخارج إلى بلادنا مجرمون»، ولكم أن تتخيلوا كيف تستطيع مثل هذه الكلمات تفجير غضب أعداء الوطن بشكل هستيري؛ كونها تضرب مشروعهم في العمق، لكنها في الوقت ذاته هي محل إجماع السعوديين الشرفاء، الذين لم تتمكن ماكينة التضليل الطائفية من جرهم إلى مستنقع الظلام والكراهية. ليس من المصادفة أبدا أن يجتمع دواعش العراق وسورية، مع شياطين الداخل من باعة الكراهية والتطرف في وسوم إلكترونية تحرض السعوديين على كراهية بعضهم لبعض؛ بشعارات تضليلية طائفية قميئة؛ مستعينة بصور أحداث إجرامية تجري بين العراقيين، فيما لسان حال العقلاء يقول: «ما دخل وطننا في ما يفعله العراقيون والسوريون بأنفسهم؟»، وهذا بالضبط ما يجب أن يردده اليوم وغدا كل سعودي يعي ما يحاك لوطنه. رحم الله شهداء الأحساء وحفظ الوطن من شياطين الكراهية والطائفية في كل مكان. [email protected]