لم يدرك الإرهابيون بعد كل المواجهات المباشرة مع رجل الأمن، معنى الوحدة الوطنية الصلبة والمتماسكة، هي أكثر علوا من هاماتهم المستأجرة والقصيرة جدا، وأقوى ثباتا من عقيدتهم المهزوزة، حتى دأبوا على استهداف بيوت يرفع فيها اسم الله ليخلقوا فتنة ويشرخوا الوحدة، بيد أن الأرض صلبة والوطن قوي. مع كل اعتداء منذ تسعينيات القرن الماضي، تبرهن الدولة قوتها، ويبرهن المجتمع تماسكه وصلابته، المواطنون لا يقبلون بوضع وطنيتهم في محل اختبار، فالوطن أسمى من كل المحسوسات، فلا عمل إرهابيا يفرقهم، ولا تحريض بغيضا يمس قدسية وحدتهم. ومع كل اعتداء، يظهر حماة الصلاة بالقرب من المساجد التي استهدفت، وتبقى سواعدهم حائلة بين الكوارث وتحقيقها، بالأمس كان رجل الأمن تحت الشمس يحمون المساجد والمصلين، حتى أن اعتداء الأحساء والذي راح ضحيته أربعة شهداء حتى كتابة التقرير، كان سيكون بمحصلة أكبر من الفقد لولا أولئك المرابطون في حدود المسجد، من جنود الوطن الذين قدموا أيمانا غليظة على حمايته. في نوفمبر 2014، بدأت إستراتيجية الظلاميين في استهداف المصلين وكانت محطة البدء قرية الدالوة، بيد أن حماة الصلاة كان لهم موقف سريع، لقد انقضوا على المتورطين وتم ضبطهم في عدد من المناطق السعودية بوقت قياسي، كانت لديهم رسالة مفادها «نحن هنا للحماية». الإرهابيون أرادوا أن يكسروا عزيمة «حماة الصلاة» في عقر مسجدهم في ال6 من أغسطس من العام الماضي، بعد أن نفذوا جريمة «مسجد قوات الطوارئ» في مدينة أبها، «لقد استهدفوا جنودنا المصلين»، بيد أن العزيمة لم تكسر، واستمر أبطال الأمن في تنفيذ ما أقسموا عليه لحظة تخرجهم من دوراتهم العسكرية. ويبدو أن الجماعات المتطرفة لم تفهم حتى الآن دافع البذل والتضحية عند قوات الأمن السعودية، لم يعرفوا أن رجل الأمن، ينتشي فخرا حينما يقضي ساعات عمله في حماية وطنه، حتى أن الرجل الثاني في الحكومة السعودية ولي العهد الأمير محمد بن نايف سبق أن أكد عدم فهم الإرهابيين معادلة الوضع السعودي «الأعمال الإرهابية لن تزيدنا إلا قوة، وسيفهمون ذلك عمليا في الميدان». رسائل قوية بعثها الرجل القوي وعراب مكافحة الإرهاب وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في أغسطس من العام الماضي، بيد أن رجاله يؤكدون في كل مناسبة على صدقية حديثه بأفعالهم، كذلك المواطنون الكاسبون للرهان دوما بوحدتهم، يقولون إن «الإرهاب لن يمس مكتسباتنا المتجذرة منذ عهد الملك المؤسس، وأن وحدتنا ليست محل اختبار، الأرض صلبة والدولة قوية، ونحن معها». بعد حي المحاسن في الأحساء أمس، يدور سؤال في أذهان المواطنين «لماذا يريد الإرهابي الظلامي أن يحجب شمس وحدتنا، هل جن ذلك المعتوه، وحدتنا لن تمس، واعتداءاتهم لن تزيدنا إلا قوة وتماسكا».