أدى أكثر من 150 فردا من منسوبي قوة الطوارئ الخاصة بعسير صلاة الجمعة بمسجد القوة بعد حادثة التفجير الآثم الخميس الماضي، الذي ذهب ضحيته عدد من رجال الأمن والعاملين، وذلك إنفاذا لتوجيهات نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بإعادة ترميمه وتجهيزه وإقامة الصلاة فيه، وبمتابعة مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج. وتقدم المصلين مدير قوة الطوارئ الخاصة العقيد عبدالرحمن بن سعيد القحطاني وعدد من القيادات الأمنية في المنطقة، بجانب عدد من المنسوبين والعاملين رافعين أكف الدعاء للشهداء. وندد خطيب الجمعة أحمد الريثي بالاعتداءات الإرهابية التي طالت المساجد والمصلين الآمنين في شتى البقاع، مؤكدا أن ذلك العمل جبان لا يمت للدين بصلة، ومثل هذه الاعتداءات لن تزيد المجتمع إلا مزيدا من التلاحم والوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار الوطن، ودعا الريثي إلى أهمية الوقوف ضد هذا الفكر المتطرف ومحاربته، منوها بالجهود التي يبذلها رجال الأمن في مكافحة الإرهاب، ومؤكدا على أهمية دور المجتمع والأسرة في مراقبة الأبناء بالشكل السليم الذي يضمن عدم الانزلاق خلف الأفكار الهدامة. من جانبه، قال إمام المسجد عبدالله محمد الشهراني: «أعداء الإسلام يهدفون إلى شق صف المسلمين وهم يسعون في الأرض فسادا، وما حدث الأسبوع الماضي من تفجير لهذا الجامع الكبير الحافل بكثير من الدروس العلمية والندوات والخطب إنما دليل على هشاشة الفكر الظلامي الذي يتبناه هؤلاء الشرذمة، ومن هذا المنبر والصرح الكبير أقول لكم تمسكوا بدينكم وحافظوا على مكتسبات وطنكم، وما حدث إنما يزيدكم قوة وثباتا وتماسكا وترابطا بينكم وبين قيادتنا، وأن مصير من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن سيكون الهلاك، وأنتم الدرع الحصين الحامون لهذا البلد الأمين بعد الله، فأنتم ممن قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، ولا شك أن هؤلاء الشرذمة معتقدهم التربص بأمننا ليفرقوا جمعنا ويشتتوا صفنا ويمزقوا وحدتنا بكل ما أوتوا من قوة، ولكن هيهات أن يصلوا إلى ما يريدون، وأقول لرجال الأمن احفظوا إيمانكم وحافظوا على أمنكم والحذر الحذر أن تفشوا أسراركم». من جانبهم، عبر عدد من رجال قوة الطوارئ عن اعتزازهم وفخرهم بزملائهم الذين ذهبوا ضحية الإرهاب، وقالوا: «من خلال عودتنا اليوم في أول صلاة بعد حادثة الانفجار نقدم رسالة للجميع أننا على قلب واحد ولا نخاف في الله لومة لائم، وسنتصدى للطائفة التي تريد أن تعكر صفونا، ولن تصل بإذن الله لمقصدها وسنردعها وهي في معقلها».