تصدي وزارة الداخلية لخلايا الارهاب وقدرتها السريعة على اكتشافها وضبطها لن يكون كافيا وحده للتصدي لهذه الظاهره التخريبية الخطيرة التي تحقق نقلة نوعية أكثر تعقيدا عبر استهداف صغار السن، ودفعهم الى الاعمال الانتحارية والى محاربة اهلهم ومجتمعهم. جهود وزارة الداخلية ستكون صعبة ومرهقة وغير كافية اذا لم ندرك جميعا خطورة الارهاب الذي أصبح يستهدفنا، في مساجدنا وأسواقنا، ويستهدف رجال الأمن، ومؤسسات الدولة. وقوف المجتمع مع أجهزة الدولة لمحاربة الارهاب وكل ما يهدد السلام الاجتماعي أثبت منذ سنوات بعيدة انه الضامن لأمننا ولسلامة الوحدة الوطنية. الجريمة المروعة التي استهدفت قوات الطوارئ في أبها لن تزيدنا الا إيمانا وعزيمة، على ضرورة التصدي الشامل لجماعات الارهاب وفكرها العدمي الذي بني على ضلال وزيغ. قوات الأمن لن يخيفها او يردها عن واجبها المقدس مثل هذه العمليات الاجرامية، رجال الأمن يقفون في طابور الشهادة، فهم المدافعون عن الدين وعن الناس وهم من يحمي المصلين في المساجد، وهم من يحمي ضيوف الرحمن في الأماكن المقدسة، إنهم مرابطون في سبيل الله، يؤدون واجبهم لعمارة الأرض. هؤلاء المجانين الذين يستهدفون المستأمنين ويسعون خرابا في الارض، أكبر رد على مشروعهم قدمه الناس في اللحظة الاولى التي حدث فيها الانفجار. لقد اتجه الآلاف من الناس في أبها الى التبرع بدمهم، ولو أعلنت وزارة الداخلية عن حاجتها الى جنود لقوات الطوارئ لتقدم الآلاف من الشباب لتلبية الواجب. دائما الأزمات تزيدنا قوة وتماسكا، والحادث الإجرامي الأخير أكد حب وتقدير واعتزاز الناس برجال الأمن ودعمهم القوي لهم، وقوات الطوارئ بالذات لها رصيد كبير من التقدير والإعجاب خاصة لدى الشباب، فهم يرونهم الأبطال الأوفياء للوطن. في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي أطلق الشباب حملة إعلامية وطنية لإبراز دور قوات الطوارئ، وتبادل الناس الصور لجنود وضباط الطوارئ في مواقع اجتماعية مختلفة وهم يقدمون خدمات الأمن والدعم والرعاية الانسانية في مواقع عديدة. حمى الله بلادنا من مشاريع الشر التي تستهدف أمننا وسلامتنا، وحمى الله رجال الأمن في كل موقع.