قال قاسم محمد الأحوازي مدير «وكالة أنباء تستر» ل «عكاظ» إن النظام الإيراني شرع في تنفيذ مشروع التغيير الديمغرافي السكاني للأحواز منذ احتلاله عسكريا في عام 1925. ومنذ ذلك الحين تعمل السلطات الإيرانية على هدم قرى بأكملها بين كل من مدينة السوس والقنيطرة وتستر، بغية تطبيق ما يعرف بمشروع قصب السكر التهجيري، برغم أن فروعا من قبائل عربية متعددة كانت تقطن هذه القرى منذ مئات السنين مثل قبيلة آل كثير، آل بو حمدان وقبيلة كعب وقبيلة الدليم والكثير من القبائل الأخرى. وأضاف إن القضية الأحوازية اليوم أخذت مجراها الصحيح نحو التحرير، حيث تمكن الأحوازيون من خرق الجدار العازل الذي كان يفصلهم من عمقهم التاريخي والسياسي والثقافي جراء الاحتلال. وانتقلت القضية الأحوازية من مرحلة النسيان إلى مرحلة التطبيق السياسي على الصعيد الدولي. من جهته، رأى السيد أحمد مولى، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في تصريح ل «عكاظ» أن «خطورة هذا المشروع تكمن في سعي دولة الاحتلال إلى تغيير الهوية العربية للأرض والإنسان الأحوازيين من خلال تهجير العرب الذين هم السكان الأصليون للأحواز وتوطين المستوطنين الفرس بدلا منهم». وإضافة إلى سلب الأراضي العربية، أقدمت الدولة الفارسية على بناء عشرات المستوطنات في المدن والقرى الأحوازية وجلب المستوطنين الفرس إليها سعيا إلى تغيير الديمغرافية السكانية لصالح المستوطنين الجدد. وفي الأعوام القليلة الماضية قامت دولة الاحتلال بتأطير بناء المستوطنات في مشروع «مهر» للتسريع في عجلة مخططها الاستيطاني. وتعتبر مستوطنة شيرين شهر ورامين شهر من أشهر وأكبر المستوطنات في الأحواز المحتلة حيث إنها تستوعب أكثر من مليون ونصف مستوطن فارسي. وفي هذا السياق صرح الدكتور عباس الكعبي، رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز «حزم»، «تغيير الديمغرافية السكانية هو سلاح استخدمته الدولة الفارسية منذ بداية احتلالها لدولة الأحواز العربية، ويصنف كجريمة ضمن سلسلة من الجرائم المادية والمعنوية التي ارتكبتها الدولة الفارسية ضد الأحواز، إذ أنشأت مئات المستوطنات بغية محو الهوية العربية لدى الأحوازيين». وأكمل الدكتور عباس الكعبي «إلى جانب محاولات محو الهوية، يستخدم المستوطن لنهب ثروات الإقليم والاستيلاء على كل مراكز السلطة، ليصبح الفارسي صاحب النفوذ والقرار في جميع المؤسسات والدوائر الرسمية، كما تستخدم المستوطنات ملاذا آمنا لأسر رجال الأمن والشرطة والحرس والباسيج وكل قوى القمع والقهر التي يدفع بها المحتل تجاه الأحواز. وتحسبا للمستقبل ولأسوأ الاحتمالات، فيعول المحتل على المستوطنين الفرس في أية عملية استفتاء قد تحدث في الأحواز بضغوط دولية لترجيح الكفة لمصلحة الفرس على حساب العرب». وحول كيفية مواجهة مشروع تغيير الديمغرافية السكانية للأحواز قال السيد أحمد مولى «قامت كتائب محيي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز باستهداف دائرة الاستيطان في الأحواز العاصمة التي استولت على أراضي المئات من أبناء الشعب العربي الأحوازي، إضافة إلى بنك سامان الذي يقوم بتمويل المشاريع الاستيطانية في الأحواز المحتلة من خلال عمليات عسكرية في عام 2005، كما قامت الحركة بدراسة ميدانية لمخططات الاستيطان تكللت بكتاب «الاستيطان الفارسي في الأحواز»، إضافة إلى قيام الحركة بتوجيه الشارع الأحوازي وتوعيته بمدى خطورة هذه السياسة الإجرامية وضرورة مقاومتها بشتى الطرق والأساليب المشروعة».