كشف مصدر خاص ل«اليوم» عن أن الاحتلال الفارسي يواصل عملية تسريع بناء المستوطنات في الأحواز العربية المحتلة وأعلن مؤخرا ًعن تسليم نحو 13 ألف وحدة سكنية للمستوطنين الفرس في منطقة أبوشهر الأحوازية، بهدف تغيير الوضع الديموغرافي فى مناطق الأحواز وطمس الهوية العربية والسنية. وبين المصدر نفسه أن حكومة الاحتلال الإيراني أعلنت على لسان فرزاد رستمي، مدير دائرة الطرق والمواصلات في منطقة أبوشهر عن افتتاح نحو 2277 وحدة سكنية تابعة لمشروع مهر الاستيطاني وتسليمها للمستوطنين الفرس في أبوشهر جنوب الأحواز. وأضاف مدير دائرة الطرق والمواصلات حسب المصدر نفسه إنه تم تسليم 13222وحدة استيطانية في المناطق التي يتجاوز سكانها أكثر من 25 ألفا، في أبوشهر، وكشف عن أن 4629 وحدة استيطانية من المتوقع الانتهاء منها نهاية هذا العام سيتم وتسليمها للمستوطنين. وتابع رستمي في مؤتمر صحفي الجمعة: تم بناء 183 وحدة استيطانية جديدة في قضاء "خورمورج" ضمن مشروع مهر في منطقة أبوشهر الأحوازية. 14 ألف وحدة وفي السياق، قال كمال الدين مير جعفريان مدير دائرة الطرق والمواصلات في منطقة عيلام أن 14 ألف وحدة استيطانية تم الانتهاء من بنائها وتسليمها للمستوطنين، وما زالت 18 ألفا وتسعمائة وحدة استيطانية قيد الإنشاء. وحذر ناشطون أحوازيون من خطورة مشاريع الاحتلال الاستيطانية واعتبروها تهدد وحدة الأحواز ومستقبلها، وطالبوا المؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها والتدخل لمنع الدولة الفارسية من استمرارها في قضم الأراضي الأحوازية ومنحها للمستوطنين. وفي اتصال هاتفي مع مسؤول المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز قال يعقوب حر التستري ل"اليوم" إن سياسة الاستيطان أحد أهم وسائل الاحتلال الفارسي لتفريس الأرض والانسان الأحوازيين وسلب هويتهم العربية. وأضاف يعقوب حر إن الاستيطان بدأ منذ اليوم الأول للاحتلال وشمل جميع المدن والقرى الأحوازية، مبينا أن مدنا بأكملها بنيت لجلب واسكان المستوطنين الفرس في الأحواز من بينها مدينة مسجد سليمان. وشبه المسؤول في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز سياسة الاستيطان في الأحواز بسياسة الاستيطان في فلسطينالمحتلة من حيث الأهداف والأبعاد، لكنه بين أن المحتل الفارسي يمارس سياسة الاستيطان في الأحواز بعيدة عن الرأي العام العربي والدولي. التمسك بالارض والهوية وتابع مسؤول المكتب الإعلامي قائلا: بالرغم من هذه السياسات ضد الشعب العربي الأحوازي إلا أن الأحوازيين أثبتو بأنهم متماسكين بأرضهم وهويتهم العربية مهما كلفهم الامر من ثمن باهض، مشيرا الى ان المقاومة الوطنية الأحوازية استهدفت مشاريع استيطانية عدة. وفي نفس السياق، قال الباحث في الشؤون العربية والإيرانية الدكتور حمدي البشير ل"اليوم" إن هذه السياسة ليست جديدة وإنما هي إحدى الأساليب والإستراتيجيات الإيرانية العنصرية لاحتواء صعود القوى الأحوازية المناهضة لسياسة الاحتلال الفارسي الأحواز العربية. ويضيف الباحث حمدي البشير إنه يقرأ من هذه السياسية الكثير من الدلالات السياسية المهمة أهمها هو لجوء النظام الإيراني العنصري إلى سياسة تغيير الوضع الديموغرافي فى مناطق الأحواز، والهاجس الإيراني من صعود النفوذ السياسي للأحواز ومطالب شعب الأحواز السياسية والاقتصادية حيث تعانى مناطقهم من التهميش والاضطهاد السياسي لضعف مشاركتهم في السلطة وفى مراكز اتخاذ القرار، فضلا عن معاناة مناطقهم من ضعف مستوى الخدمات الاقتصادية والاجتماعية وانتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة. طمس الهوية ويتابع الباحث البشير: هذه السياسة تضاف الى السياسة الإيرانية العنصرية فى طمس الهوية العربية والسنية في مناطق الأحواز حيث تتبع إيران سياسة الطمس الثقافي مثل فرض اللغة الفارسية في المدارس، سعي الحكومة الإيرانية بمختلف الوسائل والسياسات الممكنة للتأثير على العرق العربي وخاصة السنة من اجل طمس هويتهم وتجاهل حقوق السياسية والاقتصادية، وهذا يؤكد أن العقل الإيراني الذي يعتبر نفسه نموذجا لحكم إسلامي ودولة إسلامية ونموذجا للعدالة في المنطقة هو عقل عنصري إمبريالي واستعماري يميز بين المواطنين على أسس مذهبية وانتماءات عرقية. ويؤكد البشير أن الأسطورة الإيرانية في التسامح والعدل والصورة التي تروج لها إيران في العالم العربي هي أسطورة زائفة، وأن التدخلات الإيرانية في الدول العربية التي تبررها إيران بانتهاك الحكومات العربية لحقوق الأقليات الشيعية في إيران هى حجج باطلة ودعاية كاذبة وشائعات مغرضة الغرض منها زعزعة الاستقرار في الدول العربية. ونصح البشير المواطنين العرب "الشيعة" أن ينظروا في سياسة إيران كيف تعامل إخوانهم العرب من السنة وتنظر كيف تتعامل حكوماتهم العربية معهم.