احتدمت المواجهة بين روسيا والمعارضة السورية على المستويين العسكري والسياسي، ففي الوقت الذي استعادت فيه المعارضة المسلحة بعض المناطق في اللاذقية من النظام السوري وروسيا، أخذت المواجهة السياسية بعدا آخرا بعد إصرار الروس على استبعاد جيش الإسلام وأحرار الشام من وفد التفاوض وإضافة قائمة معارضة سورية على الطريقة الروسية، تحضيرا لمشاورات جنيف3. وأكدت مصادر «عكاظ» في الهيئة التفاوضية العليا، أن أعضاء الهيئة حسموا في اجتماعهم الأخير الأربعاء الماضي في الرياض مسألة الوفد التفاوضي، وتعهدوا باتفاق شفهي بعدم تغيير وفد التفاوض والرضوخ للمطالب الروسية مهما كانت الأسباب ومهما تعالت الضغوطات الدولية. مؤكدة أن هذا الاتفاق لا رجعة فيه. وأوضحت المصادر أن هذا القرار نهائي وغير قابل للنقاش، لافتة إلى أن الهيئة التفاوضية العليا اتفقت مع كل الفصائل المقاتلة على الأرض أن لا تغير موقفها الثابت من تشكيل الوفد، معتبرة أن الموقف الروسي حول طبيعة الوفد لن يغير من موقف المعارضة، وأضافت إذا أرادت روسيا أن تبحث عن معارضة جديدة فلتفعل. وأشارت مصادر «عكاظ» إلى أن تجربة جنيف1 لن تنطلي اليوم على المعارضة ولن تذهب من أجل إضاعة الوقت والسماح للنظام باستخدام المراوغة، إلا في حال تلقت توضيحات حول أجندة وبرنامج هذا اللقاء، معتبرة أن فك الحصار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة ليس شرطا للمفاوضات وإنما اختبار لحسن النوايا من النظام ولا يمكن التفاوض في ظل استمرارهما وتواصل القصف الروسي على مواقع المعارضة المعتدلة. وكانت روسيا فرضت قائمة من الشخصيات المقربة منها وعلى رأسها هيثم مناع وأسامة بيطار وشخصيات أخرى تعتبرها المعارضة في خط النظام السوري.