استعاد معرض جدة الدولي للكتاب مكانه ومكانته محليا وعربيا وعالميا برغم أنه يسجل حضوره للمرة الثانية في حضرة معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقترب من دورته التاسعة في مارس المقبل بعد أن سجل نجاحات لافتة في زمن قياسي كونه الأعلى مبيعا عربيا بعد أن تولت وزارة الثقافة والإعلام تنظيمه والإشراف عليه منذ 2007 حين استلمت راية التواصل المعرفي من وزارة التعليم العالي سابقا ومن الجامعات خصوصا جامعة الملك سعود بحكم الاختصاص لتتحول الرياض إلى قبلة ثقافية وسوق فاتن للكتاب أصّل لمفهوم المكتبة المنزلية وأسهم في زيادة عدد القراء . ويشهد المعرض إقبالا شرائيا وقرائيا لافتا في ظل حضور المؤلفين الجدد من الشباب الفاتنين والمفتونين ، وتترقب أوساط ثقافية ومعرفية واجتماعية وإعلامية انطلاق معرض الرياض في التاسع من مارس المقبل بشوق لا حدود له باعتباره كرنفالا حضاريا سنويا . فيما تستعد وزارة الثقافة بالتنظيم والمتابعة وتوفير الفسوح لاستقبال ما يقارب ألف دار نشر وتوكيل، من 29 دولة عربية وأجنبية، على مساحة تزيد عن 23 ألف متر مربع ويستمر 10 أيام ، ويتوقع أن يتجاوز حضوره مليوني زائر فيما تبلغ مبيعاته 70 مليون ريالا تقريبا. يذكر أن معرض بيروت للكتاب دخل عامه الواحد والستين في ديسمبر الماضي ليحتفظ بوصف أعرق معارض الكتب العربية برغم تراجع الوهج السابق لهذا المعرض التاريخي ، فيما تنطلق الدورة 47 لمعرض القاهرة (دورة جمال الغيطاني) بعد عشرة أيام بتسمية البحرين ضيف شرف. وتحضر معارض الكتب بخبرات أعوام وعقود إذ تسجل الكويت حضورا هذا العام في دورة المعرض الحادية والأربعين، والشارقة 34 والدوحة 25، وأبو ظبي 23 ، والدار البيضاء 22 ومسقط 21، والجزائر 20 ، فيما يغيب كل من معرض صنعاء وطرابلس ودمشق عن الحضور. ويؤكد الناشر المصري علي الأصمعي أن معرض بيروت اكتسب عراقة باعتباره أول معرض عربي للكتاب إلا أن تغير الأوضاع على المستوى العربي وبروز معارض جديدة ، واصفا معرض القاهرة بالأكثر شعبية ومعرض الرياض بالأعلى مبيعا. لافتا إلى أن المبيعات تظل أكبر هاجس للناشرين في ظل الانفتاح الكوني وتوسع دائرة النشر الإلكتروني. فيما يرفض رئيس النادي الثقافي العربي سميح البابا إجراء أي مقارنة بين معرض بيروت وأي معرض آخر، في الظروف الحالية، كون الوضع الأمني أعاق وصول وتنقل العرب واللبنانيين إلى المعرض، و أدى إلى غياب دور النشر العربية، لافتا الانتباه إلى أن معرض بيروت عبارة عن مبادرة خاصة من النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين اللبنانيين، لا تتدخل في دعمه أو تمويله أية جهة لا وزارة ولا رئاسة ولا هيئات أو أحزاب، لضمان استقلاليته، ووصف معرض بيروت بفعل مقاومة بالنسبة للمثقفين والناشرين اللبنانيين الذين يصرون رغم كل الظروف على الحضور. ويرى الناشر المصري محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن معرض القاهرة للكتاب يجمع بين صفتي السوق والمعرض، كونه مفتوحا للجمهور لشراء الكتب. ولتوفر صالة جيدة للعرض للمحترفين من الناشرين. ويؤكد الناشر المصري عبد اللطيف عاشور المسؤول باتحاد الناشرين المصريين أن ما ينقص المعارض العربية هو توفير تسهيلات أفضل لبيع الحقوق والتسويق مع ناشرين أجانب.