أظهرت فعاليات «معرض الخرطوم الدولي للكتاب» في دورته السادسة التي تستضيفها العاصمة السودانية حاليا، مفارقة لافتة، فالسودانيون المشهورون بحب القراءة لم يعد لديهم نهم لشراء الكتب، لكنهم ما زالوا يحتفون بالمعرفة كقيمة. وكانت الخرطوم وجهة دائمة لأحدث الإصدارات العربية حتى قيل إن «القاهرة تؤلف وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ»، لكن المتابعين لفعاليات المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة السودانية، بمشاركة نحو 130 دار نشر عربية وأجنبية، منها الكويت والجزائر وإيران وسورية والسعودية ولبنان ومصر والهند وبريطانيا، إضافة إلى الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، لاحظوا قلة الإقبال الجماهيري على شراء الكتب. وقال مقرر اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب عبدالعظيم مجذوب في تصريح لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية «إن السلطات السودانية المختصة قررت إعفاء الكتب من الجمارك والضرائب، مع خصم مقدر من ثمن الغلاف»، مشيرا إلى أن هذا يتيح للقارئ الحصول على أي كتاب بمبلغ زهيد يكاد يقارب سعره في بلاده. وتشهد قاعات معرض الخرطوم الدولي للكتاب إقبالا كبيرا من قبل زوار المعرض، ولكنه إقبال يتسم بالفرجة، ما دفع الناشرين للشكوى من ضعف واضح لعمليات شراء الكتب من قبل الزائرين السودانيين. وفيما شبه أحد مشرفي دور النشر ما يراه من إحجام عن الشراء ب «انقلاب ثقافي»، قال جمال عبد الناصر من الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة «أعتقد أن الحالة الاقتصادية وثورة المعلومات والإنترنت والكتب الإلكترونية، كلها أسباب جعلت نسبة الإقبال على شراء الكتب ضعيفة رغم أن الشعب السوداني يحب القراءة». ويضيف «خلال مشاركات سابقة كنا نلاحظ مدى إقبال السودانيين على شراء الكتب في شتى المعارف، ولكن هذا الإقبال تراجع بسبب الأوضاع الاقتصادية والانشغال بهموم المعيشة وتراجع الاهتمام بالكتب». وتابع قائلا «كما أن ثورة المعلومات والتكنولوجيا أثرت كثيرا على مكانة الكتاب كرافد مهم للعلم والمعرفة، وأصبح الإنترنت والكتب الإلكترونية تستحوذ على مكانة مرموقة عند القارئ العربي عموما» .