حملت على عاتقها نشر وتعزيز ثقافة الادخار والاستثمار، ورسمت لها مسارا خاصا يؤكد تكريس جهودها في تنمية الاهتمامات المالية الفردية حتى أصبحت رائدة في هذا المجال. الكاتبة الاقتصادية والمحللة المالية ريم أسعد، أنشأت هاشتاق «نصيحة ريم» على «تويتر»، ولقي تفاعلا كبيرا من كافة شرائح المجتمع الراغبة في الادخار والاستثمار، مؤكدة في حوارها مع «عكاظ» أن طموحها لن يتوقف عند هذا البرنامج، بل ستطلق قريبا ورشة عمل تحمل عنوان «الرغيف» وستكشف عن تفاصيلها لاحقا، لافتة إلى أن حجم الودائع المصرفية النسائية في البنوك بلغ أكثر من 100 مليار ريال، معتبرة أنها متحركة وليست نائمة. برنامجك المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي «نصيحة ريم»، ما هي فكرته، وما الهدف منه؟ - الفكرة الأساسية انطلقت عبر هاشتاق «نصائح مالية» على «تويتر» الذي لاقى إقبالا وتفاعلا من عدة شرائح مجتمعية، وبعدها بات برنامج «نصيحة ريم» في كافة مواقع التواصل الاجتماعي مثل: سناب شات، أنستغرام، ويهدف إلى تعزيز الاهتمامات المالية الفردية، عن طريق ثلاثة محاور «البناء، النماء، الاستغناء»، ويمكن المستفيدين من بناء عادات صحية في التعامل مع المال. ويتكون فريق العمل من أربعة أعضاء للتشاور في المحتوى الصوتي والمرئي والمكتوب في البرنامج، إضافة إلى خمسة متعاونين، اثنان منهم في لندن وآخر في الرياض، إلى جانب شركاء معرفيين لتبادل الخبرات المالية في الجوانب المتخصصة للرد على كافة الاستفسارات المالية بشكل متقن في ما يخص قطاعات كالمباني، السيارات، التأمين، والمجوهرات، حيث يكون الرد وفق إجابات من منظور مالي متخصص. كيف ترين مؤشرات مستوى الوعي والتعاطي مع الثقافة المالية الشخصية؟ - هناك تحسن ملحوظ نتيجة الالتحاق بسوق العمل، وطالما أن هناك مدخولا ماليا فالتفكير موجود في كيفية ادخار هذه الأموال، فالنسبة متفاوتة في إدارتها الفردية وكثيرا ما تردنا استفسارات عن الادخارات المالية الشخصية، وهذا مؤشر جيد ينم عن وعي الأفراد وتعاطيهم مع ثقافة إدارة أموالهم الفردية وبرامج الاستثمار والادخار بالطريقة المثالية. ما حجم الودائع البنكية للسيدات؟ - حجمها يقدر بأكثر من 100 مليار في المصارف المختلفة، وما يتردد عن أنها مبالغ نائمة أو راكدة غير صحيح، ففي تقديري هذه الأموال مستثمرة في مشاريع إنتاجية وتجارية وكثير منها مستثمر في أوراق مالية كالأسهم والسندات والودائع بأجل. هل لنا بمعرفة أغلب الاستفسارات التي ترد لبرنامجك؟ - غالبية الشريحة من الشباب في التخصصات المالية والمحاسبة وطلب مشورة في مسارهم المهني ووجدت الأسئلة تدور حول هذه المحاور، وأسئلة متعددة عن سوق الأسهم، وأيضا في جانب استثمار المدخرات المالية، وكل شخص يقدم له معلومات على حدة بكل خصوصية لمعرفة إسداء النصيحة المالية، وتراوح الشريحة العمرية لطالبي النصيحة المالية بين عمر 18 إلى 50 عاما. وما هي أكثر البرامج الادخارية التي تنصحين بها الشباب؟ - الأفضل لهم الادخار في الأوراق المالية عالية المخاطر، ولكن مع تقدم العمر لا ننصح بذلك ويفضل حينها الادخار بعيدا عنها، لأن الشاب يمكنه التعويض إذا خسر بينما يصعب الأمر على شخص تقدم في السن، وهناك استثمارات متوسطة المخاطر كالودائع بأجل وأسواق النقد كالمرابحة والسندات. برامج التوعية المالية على صعيد العمل المؤسسي أو المبادرات المجتمعية.. ما هي رؤيتك لها؟ - هيئة سوق العمل لديها برامج توعية عن الاستثمارات إلى جانب برامج التواصل الاجتماعي التي توعي النشء بأهمية البعد عن البرامج الوهمية التي تدعي التوعية بالمخاطر المالية، فجميع المبادرات خطوات فاعلة على صعيد المشهد المالي في جانب التوعية المالية ضد الاحتيالات، فجميعنا تردنا رسائل إعلانات الكسب السريع لشد انتباه رؤوس الأموال، مستغلين عدم وعي بعض الأفراد واستقطابهم للمتاجرة بالأوراق المالية شديدة المخاطر، وينبغي تبني الوعي والنصح بتجنب الدخول في استثمارات غير واضحة. كيف تجدين تفاعل راغبي الاستفسارات المالية على برنامج سناب شات؟ - تردنا العديد من الأسئلة عبر برنامج السناب شات، حيث نتحدث في عدة نواح كالاستثمار في الذهب والأسهم الأجنبية وشراء السيارات، فنحن نلامس شغف المستمعين بالتوعية في كافة جوانب الاقتصاد في حياتهم اليومية، وحقيقة التفاعل كبير جدا مع برنامجي الذي كشف لي عن مستوى الوعي المالي خاصة عندما تردني استفسارات عن ثقافة الادخار لمن لم يدخروا مبكرا في حياتهم. بم تنصحين رواد الأعمال لضمان نجاح مشاريعهم؟ - عمل دراسات جدوى للمشاريع شيء مهم جدا لضمان عدم ضياع الوقت، فبعض رواد الأعمال يعتقدون أن نجاح فكرة المشروع ضمان لنجاح دائم وهذا خطأ، يجب وضع الدراسة المميزة والعمل وفق خطوات منظمة ودقيقة لتحقيق النجاح، وتوجد مراجع تمكنهم من عمل دراسات جدوى لمشاريع المختلفة، فكلما تعمقوا في قراءة الأرقام كانت فرصة النجاح أكبر، فمشاريع ريادة الأعمال تساهم بفعالية في نمو الاقتصاد والتنمية المستدامة.