مع رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، بدأت المخاوف والتوجسات الحقيقية، من أن تستفيد إيران من العوائد المالية، في دعم الإرهاب ونشر الفكر الطائفي خاصة عملاء إيران في المنطقة سواء كانوا مليشيات الباسيج وحزب الله أو مليشيات المالكي وخلايا الإخوان المسلمين وتنظيم داعش والقاعدة، حيث رجح خبراء في الشؤون الإيرانية أن لا تذهب الأموال المجمدة لإيران إلى عمليات التنمية، وأن يقتطع جزء كبير منها لدعم عملياتها ومغامراتها في الخارج، على غرار ما يجري في سورية واليمن وحزب الله، فيما دعوا في تصريحاتهم ل «عكاظ» إلى ضرورة وجود رقابة دولية على هذه السياسات، حتى لا يشكل رفع الحصار رافدا آخر لدعم الإرهاب بالمنطقة. وقال السفير حسن علي «مساعد وزير الخارجية المصري السابق» لشؤون مجلس التعاون الخليجي أنه لا يستبعد أن تخصص إيران جانبا كبيرا من هذه الأموال لدعم إستراتيجيتها التوسعية بالمنطقة على حساب التنمية الشعبية، مشددا على مسؤولية مجلس الأمن والقوى الكبرى في مراقبة تصرفاتها وسياساتها خلال الفترة المقبلة والتصدي لأي إخلال بأمن واستقرار المنطقة من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية. وفي ذات السياق شدد الدكتور محمد كمال الخبير بالدراسات الإيرانية والآسيوية بجامعة القاهرة على أن رفع الحصار سيشكل رافدا ودعما جديدا للإرهاب بالمنطقة، معتبرا أن حصول إيران على أرصدتها الضخمة المجمدة لن يذهب إلى عمليات التنمية ولن يستفيد منها شعبها بقدر توجيهها لدعم طموحاتها التوسعية وتدخلاتها في شؤون المنطقة، حتى لو عبر تمويل المنظمات الإرهابية. من جهته حذر اللواء صابر عبدالرحمن الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ومساعد وزير الداخلية السابق لشؤون الأمن العام من استخدام إيران هذه الأموال الضخمة في دعم تنظيمات الإرهاب بالعديد من دول المنطقة، مؤكدا أن تجارب السنوات الماضية تقطع بذلك، وقال إنها لم تتورع عن هذا السلوك وهي تحت الحصار فما بالنا حين تتدفق عليها هذه الأموال الضخمة، بجانب عائدات النفط. وتوقع الخبير الإستراتيجي اللواء حمدي بخيت أنه برفع الحظر عن إيران، أصبحت الفرصة مواتية لها بشكل أكبر لدعم الموالين لها في المنطقة، مشيرا إلى أن رفع الحصار سيطلق الأيدي الإيرانية لمزيد من التدخل في المنطقة، الأمر الذي سيسهم في استمرار حالة عدم الاستقرار والنزاعات الطائفية، خاصة في الوقت الذي تواجه فيه دول المنطقة حربا مع الإرهاب، الذي سيستفيد بدوره من النزاع الطائفي السني – الشيعي، لكسب مزيد من المقاتلين في صفه. وأوضح اللواء حسام خير الله المرشح الرئاسى السابق بمصر، أن الأموال الإيرانية التي تم رفع الحظر عنها تقدر بحوالى 100 مليار دولار، لن تردها الحكومة الأمريكية دفعة واحدة، ولم ينف خير الله أن إيران ستستغل جزءا من هذه الأموال لصالح رعاياها. مشيراً أن إيران ستدعم بأموالها التي ستستفيد منها بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها كلا من: القاعدة وداعش ومليشيات الباسيج وحزب الله ومرتزقة المالكي وخلاليا الأخوان.