تاريخ دعم النظام الإيراني الإرهابَ وحركات العنف معروف ومليء بالوقائع التي لا يستطيع زعماء طهران التنصل منها، وآخرها محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، التي أثبتها القضاء الأمريكي. وفي سوريا، تدعم إيران الإرهاب ضد السوريين، ترسل الخبراء العسكريين والمقاتلين ذوي الخلفية الطائفية إلى الأراضي السورية لإنقاذ النظام الذي لم يتمكن من الإجهاز على شعبه، كما تدعم إيران وجود قوات حزب الله المحتلة والميليشيات الطائفية القادمة من العراق داخل سوريا. ولو كانت طهران تريد حقاً محاربة الإرهاب كما يدّعي مسؤولوها الذين يرون بلدهم أحد ضحايا الإرهابيين، فعليها أولاً سحب القوات الأجنبية التي تحتل أراضي سورية، ثانياً وقف العمليات التي تنفذها جهات إيرانية في الخارج (اغتيالات وتفجيرات وما شابه)، ثالثاً وقف دعم الإرهاب الذي يمارسه حزب الله ضد اللبنانيين، رابعاً الامتناع عن إسناد الميليشيات المسلحة خارج إيران، خامساً، التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى الحرس الثوري الإيراني بدعم الإرهاب في المنطقة.. وهناك وقائع محددة في هذا الصدد تحتاج إلى تحقيق، سادساً وقف دعم حكومة نوري المالكي في بغداد بعد ثبوت انتهاجها أساليب طائفية، سابعاً بناء علاقات جيدة مع دول الجوار تقوم على عدم التدخل في شؤونها، ثامناً التخلي عن مشروع التمدد والهيمنة على المنطقة. إن أي حديث يصدر عن مسؤولين إيرانيين عن تعرض بلدهم للإرهاب فهو حديث مردود عليه. وينبغي أن نذكر أنه قبل أن يصل النظام الإيراني الحالي إلى السلطة لم يكن مصطلح الإرهاب يتردد في المنطقة، لقد بدأت كلمة إرهاب تنتشر نتيجة سياساتهم التي أثبتت فشلها. إن تحذير وزير خارجية إيران، جواد ظريف، أمس من تحول سوريا إلى قاعدة للتطرف يبدو موجهاً إلى غير محله، فالإرهاب هناك صناعة إيرانية، ولولا الدعم الإيراني غير المنقطع للأسد وقواته الطائفية، وما ثبت مؤخراً من دعمها لتنظيم القاعدة؛ لما بلغ الاحتقان والعنف هذا الحد.