خلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2016 من أي اسم روائي سعودي، تلك القائمة التي أعلنت يوم أمس الإثنين، إذ شهدت هذه الجائزة حضورا لافتا للرواية السعودية في سنوات سابقة، سواء بالفوز بها لمرتين متتاليتين، كما حدث حين فاز عبده خال برواية «ترمي بشرر» 2010، وفي 2011 فازت رجاء العالم عن رواية «طوق الحمام مناصفة مع الروائي المغربي محمد الأشعري صاحب «القوس والفراشة» ، ومحمد حسن علوان بروايته «القندس» التي تضمنتها القائمة القصيرة 2013م، وكذلك الكاتبة بدرية البشر في القائمة الطويلة للدورة 2014م عن روايتها «غراميات شارع الأعشى». وحول هذا الغياب الكامل من جميع القوائم لهذه الجائزة؛ فضلاً عن عدم تداول أي عمل روائي سعودي للترشيحات والدخول في المنافسة في هذه الجائزة التي تعد اليوم أهم جائزة للرواية العربية، تحدث النقاد والأدباء ل«عكاظ» عن ذلك، ولم يبدوا تعجبا كبيرا حيال هذا الغياب الواضح، فقد أعادوا المسألة إلى ضعف مستوى الأعمال الإبداعية الصادرة في السنوات الأخيرة، ومنها ما صدر قبل عام تحديدا، وأوعز بعضهم إلى سبب أكثر موضوعية وهو افتقار التجارب الحديثة إلى القوة الفنية وعدم النزوع إلى التجريب والتجاوز، وأن الأصوات المعروفة في المشهد الروائي السعودي لم تنشر مؤخرا أعمالاً جديرة بالاهتمام، وأنها أصوات توقف إنتاجها منذ ثلاث سنوات مضت وأكثر؛ لذا من الصعوبة بمكان المطالبة بحضور منافس في قائمة «البوكر» الأخيرة أو التي سبقتها. ويعلق الناقد والروائي السعودي علي الشدوي بقوله إن الجوائز بحد ذاتها تفتقر لعوامل كثيرة فاعلة في المصداقية، ومن تلك العوامل آليات الاختيار، وثقة الكاتب بدار النشر التي تعول فقط على الأسماء الكبيرة في الوطن العربي، وهذا تكرر كثيرا وفي شواهد مختلفة سواء كان ذلك متعلقا بالبوكر أو بجائزة كتارا في قطر، ويضيف الشدوي أن المشهد السعودي خاصة يعوزه الأعمال الجادة والمتميزة، بالنسبة للعام 2015، ففي رأيه أنه لم تظهر أي رواية تستحق الإشادة أو حتى الحضور في القائمة الطويلة. وفي هذا يوافقه الشاعر والناقد محمد الحرز الذي لم يجد في الأعمال الروائية الصادرة لكتاب سعوديين ما يشفع لتلك الأعمال لتسجل حضوراً في القائمة الطويلة، وأضاف يقول «أما عن الجائزة نفسها فقد خذلتنا من قبل في عدم الانتصار لروايات سعودية كانت تستحق بالفعل ولكنها غيبت، مثل رواية شارع العطايف لعبدالله بن بخيت، مما يؤكد ضعف الجائزة وعدم أهلية الاختيار في كثير من الحالات في دوراتها السابقة»، وعاد مؤكداً أنه لا توجد خلال السنة المنصرمة رواية واحدة تستحق المنافسة وكذا حال السنة التي سبقتها؛ معقباً بقوله «هات لي عملا واحدا جديرا بالالتفات وسجل علامة مهمة في مسيرة الرواية السعودية»!". بينما الاسم الخليجي الوحيد الحاضر في القائمة الطويلة، والتي أعلن عنها يوم أمس الإثنين، وهو الروائي الكويتي طالب الرفاعي عن روايته «في الهُنا» الصادرة من دار بلاتينيوم بوك في الكويت، فعبر عن سعادته بهذا الاختيار، ورأى أن ذائقة المحكمين ورؤيتهم الفنية هي المحدد لأسماء القائمة، ولا يوافق الرفاعي أن يكون للأسماء أو غيرها عامل في الاختيار، وقال: «لقد كنت محكما ذات مرة، ورئيس اللجنة المحكمة، وأعرف جيداً كيفية العمل على اختيار الأعمال الفائزة، فلا يوجد معيار غير الجانب الفني وما تقدمه الرواية المختارة من جديد للرواية العربية»، وأشاد الرفاعي بالرواية السعودية تحديدا، ووجد فيها الكم والكيف المناسبين لأية منافسة، ولكن ذكر أنه لا يحضره اسم عمل لافت في السنة الماضية، مما يبرر معه خلو القائمة الحالية للبوكر من أي عمل سعودي، وعن نشاطه الحالي بعد هذا الإعلان يقول الرفاعي «لا خيار لي لأكون موجوداً إلاّ بالكتابة، ولن أشق طريقي إلا بهذه العصا التي تنجيني من مأزق الخطوة القادمة. فمنذ 35 سنة أسقطت كل عامل محفز إلى الحياة، ومن قبيل ذلك الجوائز أيا كانت، فلا محفز لي سوى الكتابة التي تحميني من كل هذا التوحش وهذا الألم المحيط.. إن رهاني الوحيد ومنذ سنوات بعيدة هو الكتابة فقط، وذلك لأجل الحياة التي لا بد منها.