دخل الروائي السعودي محمد علوان المنافسة مع خمسة روائيين عرب على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية)، بعد أن تم إعلان القائمة القصيرة (ست روايات) أمس الأول في تونس. وعبّر علوان عن سعادته بترشيح روايته «القندس»، ووصولها إلى القائمة القصيرة للجائزة، التي سيُعلن الفائز بها في إبريل المقبل. وقال علوان ل«الشرق»، إنه اعتكف على كتابة «القندس»، برعاية مؤسسة «البوكر» نفسها عام 2009م في أبوظبي. ورأى أن المؤسسة، المدعومة من حكومة أبوظبي، قدراتها تجاوزت حدود منح الجائزة للأعمال المكتوبة، إلى دعم الكتّاب أثناء الكتابة. وعن ترشيح روايته «القندس» للفوز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام، قال علوان إنه لا يعلم حتى الآن إذا كانت الرواية قد رُشّحت لها أم لا، مُبيناً أن آلية الترشيح في «البوكر العربية» تأتي من خلال دار النشر فقط، وليس للمؤلف يد في ذلك. وأضاف «ليس لدي اطلاع على آلية الترشيح لجائزة وزارة الثقافة والإعلام. وفي جميع الأحوال، فإن وزارة الثقافة تبذل جهداً كبيراً في حدود الممكن، لدعم المؤلف السعودي، وأعتقد أن هذه الجائزة تصبّ في هذا الاتجاه». وتعدّ القندس رابع روايات علوان، وصدرت عن دار الساقي في طبعتها الأولى في 2011م. وأوضح الناقد محمد الحرز أن في إصدارات محمد علوان الروائية تميزاً في استعمال اللغة بدت ملامحه في أولى رواياته «سقف الكفاية»، ثم انسحبت على مجمل ما كتب. وقال إن علوان استطاع «تكوين لغته ذات النكهة الخاصّة به، بعيداً عن التنميط الذي نراه في أساليب الكتابة اللغوية، وآمل فوزه ب(البوكر)». وأشار الحرز إلى أنّ وصول الروايات السعودية لجوائز عربية وعالمية، مثل «البوكر»، لا يمثّل معياراً حقيقيّاً لتقييمها، ولا يعكس قيمة الروايات السعودية، أو يعطيها شرعيّتها في الوطن، نافياً وجود علاقة تربط بين جوائز تُمنح لاعتبارات سياسية، أو مناطقية، أو غيرها، وبين روايات تُكتب في الأساس لتعبّر عن هموم المجتمع والإنسان، دون الالتفات للجوائز، لافتاً إلى أن الروايات السعودية اتخذت مسارات خاصة بها، مُحدّداً يوم «11 سبتمبر» علامة فارقة في مسيرتها من جهة حضورها المتزايد، وكثافة المنجز منها، وهذا ما أدى إلى فوضى ثقافية كبيرة في الجنس الروائي. وقال «هنالك أصوات روائية حقيقية، خرجت من ركام تلك الفوضى، وتناولت موضوعات محرّمة، ولكن بطريقة عميقة وواعية، فأنتجت لنا شخصيات روائية، على مستوى مهم، ومثّلت التطوّر في جنس الرواية، بعيداً عن الأغراض الخافية وراء الجوائز». وتتنافس ست روايات لمؤلفين من ستة بلدان عربية على الجائزة في دورتها السادسة (2013م). وأعلنت لجنة التحكيم في مؤتمر صحفي في العاصمة التونسية اختيار الأعمال الستة، وهي: «مولانا» للمصري إبراهيم عيسى، و»يا مريم» للعراقي سنان أنطوان، و»القندس» للسعودي محمد علوان، و»ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي، و»سعادة السيد الوزير» للتونسي حسين الواد، و»أنا وهي والأخريات» للبنانية جنى الحسن. ويحصل كل مؤلف تأهلت روايته للقائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار (37.5 ألف ريال)، أما الفائز بالجائزة فيحصل على خمسين ألف دولار (225 ألف ريال) أخرى في حفل يُعلن فيه اسم الفائز بالجائزة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب يوم 23 إبريل المقبل. وتُدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية في لندن، وبدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات.