حالة من القلق والارتياب تسكن وجدان أهالي ضحايا حريق مستشفى جازان على خلفية تأخر أو «إرجاء» إعلان نتائج التحقيق في الكارثة التي حدثت قبل 3 أسابيع.. نعم خمدت النيران في المبنى، وبقيت الأوجاع والحسرات على قلوب الأهالي الذين فقدوا أقاربهم في نيران الخميس. الجهات المختصة، أعلنت فور الحدث، عن عزمها إعلان نتائج التحقيقات خلال ثلاثة أيام بكل شفافية وتقديم المهملين والمتسببين إلى القضاء العادل بلا تسويف أو مجاملة، وعادت ذات الجهات تمارس حالة من الصمت أمام التساؤلات. أنقذني يا عيسى! ها هو عيسى محمد عميش أخو الضحية «خديجة» التي رحلت مختنقة أثناء مرافقتها لوالدتها يواصل سكب عبراته ودموعه يتذكر تفاصيل الليلة الحزينة عندما اتصلت به مستغيثة غير أنه فشل في إدراكها فخرجت ميتة من بين الأنقاض وتخرج والدته المريضة حية إلى قسم العناية المركزة. «عشت ليلة عصيبة.. ذهبت بوالدتي للمستشفى في التاسعة من مساء ذلك اليوم وهي تعاني من تليف للكبد.. تنقلنا بها في عدة مستشفيات حتى استقر بنا الحال في جازان العام، وعندما أنهيت إجراءاتها بدخولها للغرفة اتصلت بأختي الصغيرة لمرافقتها ولم تتمكن من الحضور فطلبت من أختي خديجة التي تسكن في ضمد مع زوجها فجاءت ورافقت والدتي وبعد ساعات تلقيت اتصالا على هاتفي من أختي وهي تستغيث أنقذني يا عيسي.. وحدث ما حدث بعد ذلك». يضيف عيسى: كلما تأخر إعلان نتائج التحقيق يرن صدى صوتها في أذني، نأمل سريعا إنهاء هذا الملف ومحاسبة المسؤولين عن الفاجعة وتقديمهم إلى القضاء العادل. حاسبوا المهملين ومن داخل غرفة العناية المركزة في مستشفى الحياة الوطني، تجددت مطالب المصابين بضرورة إنهاء حالة الصمت وإعلان نتائج التحقيقات. ويقول ل «عكاظ» طلال عابد قادري إنه كان مرافقا لوالده المصاب بجلطة وحاصرتهما النيران في الغرفة وحاول حمل والده والهبوط به من الطابق الثالث.. ولم يشعر بشيء إلا وهو في العناية المركزة.. توقف قلبه لثوان ثم عاد إلى النبض بينما رحل والده.. وحتى اللحظة لا يعرف أسباب الحريق وتفاصيله والمتسببين فيه.. وفي انتظار إعلان النتائج دون تسويف أو إطالة. وفي ذات الغرفة يتلقى ناصر شداد العلاج ويروي حكاية أصعب ليلة في حياته، وحاول الزحف على الأرض برجله المكسورة، فيما نجا شقيقه أيضا وخرجا من وسط الدخان. وينتظران إعلان النتائج ومحاسبة المقصرين وردعهم. أما سلطان شعبان الذي كان يرافق والده في ليلة الحادث ويأمل إغلاق ملف الحريق ومحاسبة من تسبب في الفاجعة في أقرب وقت.