دان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، بشدة، الاعتداءات الإيرانية على مقرات بعثة السعودية في إيران، مؤكدا الرفض القاطع لسياسة طهران في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وجدد في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي أمس، الوقوف الراسخ مع المملكة فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف. وقال إن التأييد السريع لطلب السعودية يجسد حجم التضامن العربي إزاء الاعتداءات على مقر البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، والتضامن الكامل معها في شأن التدخل في مسائل السيادة العربية، التي يعمل الجميع على تحصينها. وأضاف إن الاجتماع يأتي في ضوء التصعيد الخطير الذي قامت به إيران بالاعتداء السافر على بعثتي السعودية، والذي وقع تحت مرأى ومسمع من رجال الأمن والحكومة الإيرانية، دون أن تقوم بتوفير الحماية والتأمين اللازمين لمقر البعثة. وشدد رئيس الاجتماع على أن جميع الإجراءات التي تتخذها المملكة تؤكد الموقف الواضح والثابت والراسخ في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، ومنع مثيري الفتن والاضطرابات من استغلال الأوضاع التي تمر بها المنطقة للعمل على تقويض دعائم الأمن والاستقرار بدولها، وإدخالها في نزاعات وفوضى داخلية مدمرة. وأفاد بأن هذه الإجراءات تثبت إصرار وعزم المملكة الصارم على المضي قدما في وأد ودحر الإرهاب والتطرف واقتلاعه من جذوره، وردع كل من تسول له نفسه محاولة إثارة الفتن والطائفية والقلاقل أو العبث بأمن واستقرار المملكة. وقال: إن قيام السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية الشرعية تجاه المدانين، حق سيادي أصيل لها، بعد أن ثبتت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها، كما أن ما قامت به المملكة يعد إجراء ضروريا لترسيخ الأمن والأمان لجميع أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أراضيها، مؤكدا أنه لا يحق لأي دولة أو فرد أن تتدخل في شؤون المملكة الداخلية، وفي مؤسساتها، أو أحكامها القضائية، أو تحاول استغلال أية أوضاع لإثارة الفتن والقلاقل في أي بقعة من بقاع المملكة. وأضاف إن تهديدات إيران وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، وطالب جميع الدول الشقيقة باتخاذ موقف واضح لوقف إيران عن الاستمرار في التدخل في شؤون المنطقة وإغراقها في الصراعات والفتن. وأوضح وزير خارجية الإمارات أن الخطر والتهديد الإيراني وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية باتت واضحة للجميع، وأصبحت إيران لا تتورع عن استخدام الورقة الطائفية كوسيلة للهيمنة على المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية عبر إطلاق التهديدات، ودعم الجماعات المتشددة وتدريب وتسليح الإرهابيين، وخلق الميليشيات لنشر الفوضى والعنف وزعزعة الأمن الإقليمي في المنطقة. ورأى أن هذا التدخل يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين، مطالبا إيران بالامتناع عن التدخل في شؤون الدول العربية، والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية، أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف. وأشار الشيخ عبدالله بن زايد، إلى التدخلات الإيرانية واحتلالها للجزر الإماراتية طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى، وتدخلها السافر في البحرين، وسوريا، والعراق، ولبنان، واليمن دون أي مراعاة للمشاعر العربية وعلاقات الجوار.