فاق إجرام تنظيم داعش الإرهابي كل التصورات والحدود، فلم يكن أحد يتصور أن يقدم إنسان على إعدام أمه التي حملته «وهنا على وهن» وربته ليتحول بعد انضمامه إلى التنظيم إلى وحش كاسر يجرؤ علنا على قتل أمه في مدينة الرقة السورية. هي ذات الأم التي سهرت وربت ورعت ذلك الطفل قتلت على يد من أنجبته بالرصاص الحي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن متطرفا يدعى علي صقر من تنظيم داعش أعدم والدته علنا في مدينة الرقة لأنها طلبت منه ترك التنظيم، في مساعي الأم لإنقاذ نجلها. وذكر المرصد أن السيدة وهي في منتصف الثلاثينات من عمرها تم إعدامها بذريعة «تحريضها ابنها على ترك التنظيم والهروب سوية إلى خارج الرقة وأن التحالف (الذي تقوده الولاياتالمتحدة) سيقتل جميع عناصر التنظيم». وأضاف المرصد إن الشاب هو من أبلغ قيادة التنظيم في الرقة بأن والدته تحضه على الهروب، ليقوم هو بنفسه أيضا باعتقالها ومن ثم إعدامها أمام جمع كبير من أبناء المدينة. ونقل المرصد عن مصادر محلية أن الابن أعدم أمه الأربعاء أمام مئات المواطنين قرب مبنى البريد في مدينة الرقة والذي كانت موظفة فيه. من جهة أخرى، ذكر نشطاء حملة «الرقة تذبح بصمت» في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن لينا القاسم البالغة من العمر 35 عاما وهي من مدينة الطبقة وتنحدر أصولها من الساحل السوري، قد لقيت حتفها على يدي ابنها صقر البالغ من العمر 20 عاما أمام مئات المواطنين. وأعدم تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا مئات الأشخاص الذين اتهمهم بالتعاون مع خصومه. ويذكر ناشطون أن الشاب هو من أصر على إعدام أمه بنفسه بعد أن قررت قيادة التنظيم إسناد مهمة الإعدام إلى أحد ما يسمونه بالمهاجرين من خارج الرقة، حتى لا يكون للإعدام أي ثأر فيما بعد، إلا أن الشاب توسل قيادة التنظيم ليكون رصاصه في رأس من حملته تسعة أشهر في بطنها ورعته إلى أن تحول الابن إلى وحش يحمل رصاصات الموت.